تجلت في الخطاب الملكي معاني الملك المواطن، الذي لا يميز في العناية بين مواطنيه وبين أسرته الصغيرة، بل من دلالاتها أن عنايته بشعبه من عنايته بأسرته، ومعروف أنه مهما كان الإنسان تعتبر أسرته الصغيرة أولى ما يملك في الدنيا، لكن الملك المواطن لا ميز في هذه العناية.
وقال جلالة الملك في الخطاب السامي الذي وجهه جلالته للأمة بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لعيد العرش المجيد، إن “العناية التي أعطيها لصحة المواطن المغربي، وسلامة عائلته، هي نفسها التي أخص بها أبنائي وأسرتي الصغيرة؛ لاسيما في هذا السياق الصعب، الذي يمر به المغرب والعالم، بسبب انتشار وباء كوفيد 19”.
وأوضح جلالته أن الخوف الذي يصاب به الإنسان في مثل هذه الظروف الصعبة، فإن القرارات التي اتخذها المغرب منذ ظهور الحالات الأولى لهذا الوباء بالمغرب أعطت الأمل والثقة، ومن باب العناية القوية لجلالة الملك بشعبه، فإن هذه القرارات الصعبة والقاسية دفعت إليها الضرورة، المتجسدة في حماية المواطنين ومصلحة الوطن.
ما قاله جلالة الملك نابع من كون مقتضيات التعاقد بين الملك والشعب هو هذا الرابط القوي، الذي يجعل قائد البلاد يختار ذات الشوكة، أي يختار صحة الشعب وسلامته على الاقتصاد، مثلما قالت أقوى الصحف العالمية مثل الواشنطن بوست التي عنونت إحدى مثالاتها قائلة “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”.
هذا الاختيار الملكي، الذي كان قاسيا ورغم آثاره الكبيرة على الاقتصاد، لكن كان خيارا أخرج المغرب من صعوبة التعامل مع الوباء ومهد الطريق للعودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي من خلال تخفيف الحجر الصحي.