خرج سكان مدينة الداخلة كبرى المدن في الصحراء المغربية إلى الشوارع ووسط المدينة مساء اليوم الأحد 27 نونبر، احتفالا بالانجاز الذي حققه اسود الأطلس عقب فوزهم على بلجيكا بهدفين لصفر في مباراة ممتعة تابعها ملايين المشاهدين في المغرب وخارجه وفي الوطن العربي وفي إفريقيا.
وحقق المنتخب المغربي، مدفوعا بجمهور يعشق الكرة حتى النخاع وتربى على طريقة تشجيع فريدة تميزه عن غيره من الجماهير العالمية، المبتغى وتجاوبوا مع هذا الدعم اللامنقطع الذي قدمته هذه الجماهير طيلة المقابلة التي جمعت الأسود بمنتخب بلجيكا على ملعب الثمامة برسم الجولة الثانية من المجموعة السادسة والتي انتهت بنتيجة هدفين لصفر. ففي جو احتفالي وأجواء يسودها الانضباط ، بدأ أنصار الأسود ساعات قبل ضربة البداية في التقاطر على ملعب الثمامة، مرتدين أقمصة الاسود ومزينين بالعلم الوطني وبعضهم حاملا للطبول والمزامير، السلاح الفتاك الذي أحدث أثرا في نفوس اللاعبين وحفزهم على بذل الغالي والنفيس وبالتالي تقديم مباراة من المستوى الرفيع نتيجة وأداء.
وسواء في الطريق أو داخل الملعب لا شعار يعلو على شعارات “ديما مغرب” و ” فيفا مغرب” و”جيبوها يا الاولاد ” و “الليلة نجيبوها” وأناشيد أخرى رددها الجمهور المغربي ومعهم الأخوة من جل الاقطار العربية الذين طاوعوا ألسنتهم ودربوها على الدارجة المغربية لمساندة الأسود ودفعهم على هزم الشياطين الحمر. نصف ساعة قبل ضربة البداية، امتلأ المعلب عن آخره بجماهير الأسود ومعها الجماهير العربية التي انخرطت في مبادرة لدعم المنتخبات العربية المشاركة في المونديال تعبيرا عن التضامن والوحدة العربية . لامكان للصمت الكل يصدح بالشعارات المحفزة .
وما تبقى من المقاعد ملأته جماهير بلجيكية لم يسمع لها صوت أمام الزلزال الذي أحدثه عشاق الأسود.
أعطيت ضربة البداية وجاء دور اللاعبين لعزف أحسن سمفونية . وبالفعل بدا “الاولاد” على أتم الاستعداد وأداروا الشوط الأول بحنكة الكبار وب”تكتيك” رائع من قبل المدرب وليد الركراكي، وكادوا أن ينهوا هذا الشوط بهدف التقدم لولا “الفار” الذي احتسب تسللا بدل الهدف وأجهض ولو مؤقتا فرحة الجماهير .
مع العودة من مستودع الملابس بدت عزيمة الأسود أكثر وضوحا فيما المنتخب البلجيكي كان يداري الجرة عله يظفر بنقطة توصله إلى الأربعة وتقربه من الدور الثاني.
وفي “كوتشينغ” مضبوط أدخل وليد بداية كلا من بوخلال والصابيري، هذا الأخير لم يقو على الصبر ورد الهدية بأحسن منها مسجلا على عملاق الريال تيبو كورتوا من ضربة حرة ولا أروع لتكتمل الفرحة بمجهود خرافي من قبل رجل المقابلة حكيم زياش الذي راوغ ومرر على طريقة الكبار في اتجاه البديل الثاني زكريا بوخلال الذي أسكنها في الشباك ليشعل الفرحة في المردجات وفي كل المدن المغربية وأينما كان المغاربة عبر العالم.
إبداع الجماهير المغربية تجسد أيضا في السلوك الحضاري الذي أبانوا عنه عندما بادروا ولثاني مرة على التوالي الى تنظيف مدرجات ملعب الثمامة في مبادرة تنم عن وعي وتجسد حس المسؤولية لدى المغاربة.
كما في الدخول أو أثناء الخروج حرس المنظمون القطريون على تسهيل مأمورية الجمهور باتباع إجراءات تنظيمية ساهمت في الانسيابية وفي عدم حدوث اي فوضى ليؤكدوا أنهم أحق بتنظيم هذا العرس العالمي.
الأسود أمتعت والجماهير أبدعت والأكيد أن السهرة ستتواصل بسوق واقف بالدوحة وبالمدن المغربية والعواصم العالمية في ليلة ستكون بيضاء وفي انتظار الفرحة الكبرى ..فرحة العبور للدور الثاني.