كشف مصدر دبلوماسي مصري أمس الجمعة لموقع “العربي الجديد” بأن دول الخليج ومصر تتجه نحو سحب تنظيم القمة العربية المرتقبة في الأول من شهر نونبر القادم من الجزائر، بسبب تحركات هذه الأخيرة المشبوهة بعدد من الملفات الحساسة المتعلقة بالامن القومي لبعض الدول العربية.
وكشف مصدر دبلوماسي مصري آخر بوجود حالة من الجفاء بين مصر والجزائر بعد إصرار الاخيرة على توسيع العلاقات بينها وبين إثيوبيا، وفتح مجالات وآفاق جديدة للحكومة الإثيوبية تتحرك من خلالها، من دون مراعاة للأزمة بين القاهرة وأديس أبابا.
وأشار المصدر الدبلوماسي الذي تحدث لموقع “العربي الجديد” إلى أن الجزائر وقعت أخيراً مجموعة من الاتفاقيات مع إثيوبيا، اعتبرتها القيادة السياسية المصرية بمثابة عدم مراعاة لأبعاد العلاقات بين البلدين، في وقت كانت مصر بدأت في تجاوز خطوة استبعادها من التحالف الأفريقي الذي أدت الجزائر دوراً بارزاً في تأسيسه، والمعروف بـ(جي 4)، والذي يضم جنوب أفريقيا، وإثيوبيا، والجزائر، ونيجيريا”.
واعتبر الدبلوماسي المصري نفسه أن “العلاقات بين مصر والجزائر بدأت تسير بمنعطف جديد نحو الخلاف لأن القاهرة تعتبر أن مسار العلاقات الجزائرية الإثيوبية في الوقت الراهن يعد بمثابة تحالف يتعارض مع المصالح المصرية، وهو أمر مستغرب من جانب مصر”.
وكانت الجزائر قد أعلنت في إبريل الماضي عن توجهها نحو ما يشبه التحالف مع إثيوبيا في ما يتعلق بالخلاف الإقليمي حول الموارد المائية المرتبطة بنهر النيل، بعد التقارب المغربي – المصري الأخير.
واستقبل وزير الموارد المائية الجزائري مصطفى كامل ميهوبي السفير الإثيوبي نيبيات غيتاتشو، لمناقشة “سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية”.
وشهد الاثنين الماضي زيارة رسمية مفاجئة لرئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد إلى الجزائر، جاءت في سياق تقارب لافت بين البلدين في الفترة الأخيرة، تحديداً في مسائل التنسيق المتعلقة بالقارة الأفريقية.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية لمسؤول إثيوبي رفيع إلى الجزائر في أقل من شهرين، بعد زيارة الرئيسة الإثيوبية، ساهل وورك زودي، الجزائر تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور احتفالات الذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر، في 5 يوليوز الماضي، وهي الزيارة التي جرى خلالها التوافق بين الطرفين على فتح خط جوي مباشر بين البلدين.
وفي نفس السياق، أوضح الدبلوماسي المصري أن من أسباب تفضيل مصر لتأجيل انعقاد القمة، هو انه على الرغم من أن مصر التزمت بعدم الانحياز لطرف دون آخر في الخلاف القائم بين المغرب والجزائر، وعلى الرغم من تأكيد المغرب دعمه الكامل لمصر في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، على عكس الموقف الجزائري الذي جاء منحازاً لأديس أبابا.
وأشار الديبلوماسي المصري إلى ان هناك امرا آخر يدفع باتجاه تأجيل القمة يتعلق بالتقارب الجزائري الإيراني، خصوصا بعد أن أصبحت طهران العدو الأول لدول الخليج على خلفية وقوفها من وراء الحوثيين باليمن والإعتداء على سيادة دول الخليج العربي.
وخلص المصدر ذاته إلى أن الدول العربية تلاحظ التحركات الجزائرية التي تعمل على عودة سوريا للجامعة العربيةفي الوقت الذي لم يتم حسم هذه العودة من قبل العديد من الدول العربية، وأنه في حال عُقدت في هذه الظروف، فستكون قمة استعراضية، وهو “ما لا ترغب بعض العواصم العربية إعطاء شرفه للجزائر”.