أفردت وسائل الإعلام الأوروبية خلال الأسبوع الجاري، حيزا كبيرا من المساحة لتغطية الأزمة الدبلوماسية بين المملكة المغربية وتونس، عقب التصعيد الأخير في العلاقات بين البلدين بعد استقبال كبير انفصاليي “الكيان الوهمي” من قبل الرئيس التونسي المنقلب على الشرعية “قيس سعيد”.
وانصبت مختلف الصحف والقنوات الغربية على المقارنة بين تونس والمغرب، في ميزان الثقل الاقتصادي والفعالية الدبلوماسية والوزن الإقليمي والدولي للبلدين المغاربيين لفهم تبعات الأزمة المتصاعدة بينهما.
قناة “ARD” الألمانية خصصت على موقعها الإلكتروني” تاغس شاو” برنامجا مطولا يسلط الضوء عن الأهمية الكبرى التى يشكلها المغرب على الصعيد الإفريقي والدولي بمختلف المجالات الحيوية حيث أصبحت المملكة تشكل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه.
وأكد البرنامج أن للمغرب الكثير ليقدمه في مختلف الأصعدة، خصوصا منها الاقتصادية والسياحية بفضل أسواقه التاريخية وشواطئه الممتدة وصحاريه الرملية، وجباله وكذلك ثقافته المتنوعة، كما ان المملكة تحولت خلال عشر سنوات فقط، إلى أهم موقع استثماري للشركات الأوروبية في أفريقيا، منافسة جنوب أفريقيا.
وحسب الموقع ذاته تمكن المغرب من فرض نفسه بقوة كبيرة كمركز عالمي للمستثمرين الغربيين في السنوات الأخيرة كما احتل المرتبة الثانية على الصعيد الإفريقي، متقدمًا على مصر، اذ أن استثمارات الشركات الصناعية المتخصصة في التكنولوجيا المتطورة وصناعة السيارات والطيران شهدت قفزة غير مسبوقة بفضل مناخ الاعمال الذي يوفره المغرب.
وأشارت “ARD” إلى أن إنتاج الكهرباء على وجه الخصوص في المغرب شهد تطورا متسارعا بفضل سياسة الانتقال الطاقي التي نهجتها المملكة للتحول إلى مزود مهم للأسواق الأوروبية بالكهرباء بفضل موقعها الاستراتيجي و قدراتها الإنتاجية العالية.
وبينما تحولت معظم أسواق العالم الصاعدة شريكا للمغرب، بعد أن فتح ذراعيه للدول الغربية التي اعترفت بكامل وحدة أراضي المملكة واحترمت سيادتها دون التدخل في شؤونها الداخلية، فماذا عساها أن تفعل تونس التي تمر من أحلك أيامها في مواجهة قوة المغرب المتصاعدة ونفوذه القوي على الصعيد العالمي.