قال سعيد الصديقي، استاذ الباحث، إن انفراج العلاقات المغربية-الإسبانية، من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة للشراكة بين البلدين لاعتبارات كثيرة أهمها: أن هذا التفاهم بين الرباط ومدريد جاء بعد أزمة سياسية طويلة وغير مسبوقة بين البلدين، جعلت إسبانيا تكتشف أن المغرب هو فعلا شريك أساسي ومهم ولا يمكن لعلاقاتهما إلا أن تكون مستقرة نظرا لتداخل مصالحهما الحيوية خاصة على المستويين الاقتصادي والأمني ويمكن ان يعزز الامن الطاقي لاسبانيا ولاوربا.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الموقف الإسباني بشأن القضية الوطنية، يعد قرار دولة وخطوة متقدمة تعزز الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، وتنبع أهميته أولا في كون إسبانيا على اطلاع مباشر بخبايا هذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا، وثانيا في أن مدريد لها تأثير مهم على الصعيد الأوروبي وعلى صعيد دول أمريكا اللاتينية.
وأوضح الأستاذ الباحث، أن هذا الانفراج جاء بناء على اتفاق البلدين على مجموعة من المبادئ الواضحة التي ستشكل إطارا لشراكة أكثر استقرارا ومتانة بين البلدين.
وتاتي عودة العلاقات بين البلدين في سياق التداعيات الكبيرة للأزمة الروسية-الأوكرانية على الصعيدين الاقتصادي والطاقي، حيث يمكن للمغرب، كما تنظر إلى ذلك إسبانيا، أن يشكل عنصرا مهما لأمنها الطاقي سواء في ما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة التي يزخر بها، أو مصادر الطاقة الأحفورية (الغاز و النفط) المحتمل اكتشافها فوق التراب المغربي، إلى جانب مشروع أنبوب الغاز النيجيري العابر للمغرب.
لذلك فالمغرب بإمكانه أن يشكل عنصرا مهما من شأنه أن يعزز الاستقلال الطاقي لإسبانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام، دون الاستمرار في خضوعهما لابتزاز بعض الدول.