بعد أكثر من أسبوع على خطاب العرش الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الحوار ومد فيه جلالته يده مجددا لإنهاء المشاكل بين المغرب والجزائر وإعادة فتح الحدود، خرج “تبون العسكر” أخيرا في حوار مرتب مع وسائل إعلام جزائرية أمس الأحد، للتأكيد على ما روجت له وسائل إعلام جزائرية والذباب الالكتروني لنظام العسكر، حيث رفض أي استئناف للعلاقات مع المغرب.
وقال تبون، كما هي العادة في نظام العسكر، إن الجزائر لن تقبل اليد الممدودة لجلالة الملك، لأن المغرب لم يتجاوب معها، عقب سحب السفير الجزائري من الرباط، مباشرة بعد رد السفيرعمر هلال على وزير الخارجية رمضان العمارة بخصوص حق تقرير المصير الذي يدعيه مرتزقة البوليساريو، في حين أن منطقة القبائل التي تطالب به منذ سنين تجد أذانا صماء من قبل نظام العسكر.
جواب تبون المتأخر، أظهر أن نظام العسكر وقناعه المدني لا يفقهون شيئا في السياسة ولا الدبلوماسية، لأن خطاب جلالة الملك كان واضحا وفيه كل مقومات وشروط بناء الثقة بين الطرفين، إلا أن نظام العسكر لا يفهم ذلك، وظل متشبثا كما هي العادة، بالاعتذار، رغم أن المغرب ليس هو من أغلق الحدود، بل المغرب فرض حينها التأشيرة وهو قرار سيادي، قابلته الجزائر بإغلاق الحدود، وإن كان من معتذر فهو النظام الجزائري، الذي كان هو المسؤول أنذلك ولا يزال هو الحاكم الفعلي.
جلالة الملك وجه الخطاب للرئيس تبون وذكره بأنه غير مسؤول لا هو ولا جلالة الملك ولا حتى عبد العزيز بوتفليقة عن قرار إغلاق الحدود، وبالتالي يجب تجاوز الأمر، وفتح صفحة جديدة مع المغرب، إلا أن رد تبون أمس الأحد، يؤكد أنه ليس هو من يحكم في الجزائر، وأن الذين أغلقوا الحدود هم من يسيرون الجزائر، وهو الجنرالات والمخابرات العسكرية، التي لا يمكن للعلاقات بين البلدين، أن تعود إلى مجراها إلا برحيلهم..
وخلف الرد الغبي للرئيس تبون ردود أفعال ساخرة على صفحات الفايسبوك، حيث قال أحدهم: “الجواب يا بليد جاءك في خطاب العرش… إذا لم تفهم الرسائل السياسية التي بعثها لك مباشرة رئيس الدولة بنفسه وأمام العالم وبدون المرور عبر القنوات والدهاليز الدبلوماسية ليقول لك هذه يدي ممدودة ..
إذا كنت لا تفقه في الآداب السلطانية ولا تفقهم في التقاليد والاعتراف الدبلوماسية فتلك مشكلتك.. وماعليك سوى انتظار الرد الذي سوف ياتيك في شكل صدمات..”