الصراع الدولي حول اللقاحات قد يؤثّر على حملة التلقيح في بلادنا !

يبدو أنّ مستقبل اللقاحات بالعالم ماض في التعقّد، فأمام الطلب العالمي الكبير والضغط المتزايد على الطاقة الإنتاجية العالمية، فُتحت جبهة تنافس دولي وصراع شديد بين الدول للحصول على جرعات اللقاح، ما من شأنه طرح تحدّيات جديدة أمام المغرب خلال الأسابيع والأشهر القادمة، قبل بلوغه هدف التمنيع الجماعي.

الصعوبات المستقبلية في التزوّد باللقاح، أكّدها الخبير المغربي سمير مشهور، نائب الرئيس العام لمجموعة “سامسونغ بيولوجيكس” الكورية الجنوبية، الذي أشار إلى أنّ “سباق لتطوير اللقاح في العالم، سيتحوّل الآن إلى سباق للحصول عليه فقط، بغض النظر عن تكلفته أو عواقبه”، مشيراً أنّ إمدادات اللقاح “ستكون أكثر صعوبة خلال القادم من الأيام”

وتابع مشهور  في منشور له على “فيسبوك”، أنّ 193 دولة بالعالم، طالبت بأكثر من 20 مليار جرعة للتسليم بحلول نهاية عام 2021. والغالبية العظمى من هذه الطلبات، أكثر من 83٪ ، تأتي من البلدان المتقدمة. غير أنه لفت إلى أنّ الطاقة الإنتاجية العالمية لجميع اللقاحات لا تتجاوز 9.2 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021، وهو ما يكفي بالكاد لتطعيم حوالي 4.8 مليار شخص، في حالة ما تم تسليم السعة المخططة.

وتتمتع شركات إنتاج لقاح أسترازينيكا وفايزر وموديرنا، معًا بقدرة إنتاجية تبلغ 5.3 مليار جرعة مخطط لها في نهاية عام 2021، وهذا غير مؤكد بعد، فيما سينوفاك وسينوفارم، بمليار جرعة لكل منهما، و لقاح كانسين بـ 200 مليون جرعة، ثم سبوتنيك بـ 500 مليون جرعة وجونسون بمليار جرعة بنهاية عام 2021.

وتوضح هذه الأرقام حسب مشهور، أن النصف الآخر من الكوكب سيتعين عليه الانتظار حتى عام 2023 ليتم تحصينه بالكامل، كاشفاً أنّ على البلدان إعطاء الأولوية في السنة الجارية للأشخاص الأكثر سناً والمعرضين أكثر للإصابة بالفيروس.

ويبرز نائب الرئيس العام لمجموعة “سامسونغ بيولوجيكس”، أنّ تطوير لقاح كورونا، تم خلال أقل من عام، غير أنه من المرجح أن يستغرق الحصول على اللقاح للجميع 2-3 سنوات. مؤكّدا أن إعداد التجهيزات الأساسية المرتبطة بصنع وتوزيع اللقاح، تعرفُ بدورها، نقصاً وتأخراً في سلاسل الإنتاج، حيث تستغرق حوالي 6 أشهر.

ويوضح المتحدّث أنّ” بلدنا محظوظ جدًا لأنه تمكّن من تلقيح أكثر من 10٪ من سكانه، متقدمًا بفارق كبير عن العديد من البلدان المتقدم”، حيث كانت حملة التطعيم في المغرب ولا تزال مثالاً يحتذى به في العديد من البلدان الأخرى في العالم”.

غير أنّ المتحدث، يرى أن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة “ستكون صعبة”، بالتالي ينبغي بذل الكثير من الجهد لضمان استمرارية التزود باللقاح، حيث “لا تزال أمامنا العديد من المعارك للفوز بها”.

وفي أفق ذلك، أوضح أنه “يتعيّن علينا التحلي بالصبر والاستمرار في حماية أنفسنا والآخرين، من خلال ارتداء الكمامات واحترام تدابير السلامة الصحية”.

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

تعبئة متواصلة لمراقبة الأسعار وتتبع تموين الأسواق بإقليم ميدلت

26 فبراير 2023

ورزازات.. دعوة إلى السفر في قلب الصحراء

26 فبراير 2023

الاتحاد البرلماني العربي ينتفض بوجه نظيره الأوروبي رافضا نهج الوصاية والاستعلاء اتجاه عدد من الدول العربية

26 فبراير 2023

شركة إسرائيلية متخصصة في تقنية الري بالتنقيط تفتح ثاني مصنع لها بالمغرب