قال سفير المغرب بجنوب إفريقيا السيد يوسف العمراني إن قضية المرأة ،في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كانت على الدوام في صلب الأجندة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأمة مغربية فخورة بمكونها النسائي، ووفية لهويتها الإفريقية.
وأكد السيد العمراني في بيان صحفي توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الاثنين، أن “التزام المملكة كان دائما ،على المستويين الداخلي والدولي، التزاما يعزز الدور المحوري للنساء من خلال حماية حقوقهن المشروعة ودمج عملهن بشكل كامل في جهود التنمية”، مبرزا أن نصفي المجتمع “ليسا في موضع مبارزة ، بل يكملان بعضهما البعض، والمغرب مقتنع بذلك وهو ما يشهد عليه العمل الذي ينجزه”.
ويرى الدبلوماسي المغربي، أن الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة لن تكون مختلفة “إلا عندما نقوم ، في إفريقيا وأماكن أخرى ، بتصحيح الخطأ غير المقبول المتمثل في المساواة بين الجنسين التي لم تتحقق بعد”.
وأضاف أن “صوت المرأة لا يلقى حتى الآن الصدى الذي يستحقه، ولسوء الحظ فإن السبب الرئيسي يكمن غالبا في القمع والتمييز على أساس الجنس، والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وسجل أن اليوم العالمي لحقوق المرأة “يذكرنا بالتأكيد بأنه تم قطع مسار طويل ، لكن لا يزال ينتظرنا طريق أطول”، مشيرا إلى أنه إذا لم يتحقق الرضا على الوضع القائم ، فإن الوعي بالمسؤولية المشتركة يفرض نفسه.
وتساءل السيد العمراني “كيف نتسامح مع إخراس صوت النساء بينما كانت كلماتهن دائما تنطق بالحكمة . كيف يمكننا أن نتسامح مع تكبيل النساء في حين أن حريتهن هي التي جعلت مجتمعاتنا تتقدم؟ كيف يمكننا أن نتسامح مع تعنيف النساء، فيما كانت تصرفاتهن دائما مصدر حماية”، معتبرا أن ازدراء المرأة لا ينم إلا عن الجهل والعار ، ولا يشوه سوى شرف أولئك الذين يقترفونه.
واعتبر أنه قد لا توجد قارة أخرى في العالم تدرك ما تدين به للمرأة بقدر ما تعي ذلك القارة الأفريقية. وقال إن إفريقيا ،مهد الإنسانية وأرض القيم ، تحمل صورة امرأة ترعى أطفالها بحنو ، معربا عن الاسف “لكون الكثيرين استمرأوا انقطاع الحبل السري ، بخيانتهم لأسس التربية المبينة على الإنتماء للأمة الإفريقية وتناسي الاعتزاز بأغلى ما نملك ، ألا وهو تكامليتنا وتقاطع مصائرنا”.
وأكد الدبلوماسي أن المرأة حاضرة في جميع المعارك الإفريقية الكبرى،” ولن يتم كسب أي منها بدونها” ، مضيفا أنه “في السياسة كما الاقتصاد، والبحث، والشأن الديني، والرياضة والعلوم ، تحتاج إفريقيا إلى التزام نسائها اللواتي يشرفن أوطاننا بذكائهن و كفاءتهن وتفانيهن”.
ودعا السيد العمراني الى أن جعل الاحتفالات اليوم في إفريقيا ، احتفاء بالذاكرة و العرفان الذين يمنحان المرأة المكانة المركزية التي تستحقها إلى جانب الرجل “حتى يتمكنا من المضي سويا نحو مستقبل خال من التمييز بين الجنسين”