حمضي: اللقاح الصيني الأغلى

الباحث في النظم الصحية قال إن تنويع اللقاحات سيساهم في نجاح الحملة الوطنية للتلقيح

كشف الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسيات والنظم الصحية، عن أسباب تسابق دول العالم لاقتناء اللقاحات الخاصة بكوفيد 19، قبل أن ينتقل للحديث عن الفرق بين كل لقاح،
سيما الأنواع التي ينتظر أن يستفيد منها المغاربة في إطار التصدي لجائحة كورونا. في ما يلي تفاصيل الحوار:
> لماذا تتسابق الدول لاقتناء اللقاحات الخاصة بكوفيد 19؟

> هناك تسابق بين الدول للحصول على اللقاحات، وذلك بعدما تبين أن فيروس كورونا المستجد ينتقل بشكل سهل وسريع، وأن المصاب به يمكن ألا تظهر عليه الأعراض، وينقل الفيروس لغيره. من أجل ذلك، تأكد للخبراء أنه من المستحيل القضاء على هذا النوع من الفيروسات ومحاصرتها، بالاكتفاء فقط باحترام التدابير الاحترازية، ودون توفر اللقاح، أو دواء فعال أو هما معا.
وتظهر أهمية اللقاح في الوقت الذي اقتنعت فيه الدول الغنية، والتي لا تضم سوى 20 في المائة من سكان العالم، بالحصول عليه، حتى قبل وصوله اللقاح إلى مراحله النهائية، إذ حصلت على أزيد من 50 في المائة من احتياجاتها منه، وذلك في إطار حرصها على حماية المواطنين، وأيضا من أجل إنعاش اقتصادها.

> ما الفرق بين اللقاح الصيني والروسي والأمريكي؟
> أود الإشارة إلى أن اللقاحات المتوفرة سواء الصيني أو الروسي أو الأمريكي، تهدف إلى تحفيز مناعة جسم الإنسان، لإفراز مضادات الأجسام وتشغيل المناعة بشكل استباقي، ما يمكن الجسم من الدفاع عن نفسه لمواجهة الفيروس، من أجل ذلك لابد من انتهاء نشر الدراسات السريرية في المرحلة الثالثة لكل لقاح من أجل تحديد خصائصه، ومن أجل الإجابة عن مجموعة من الأسئلة.
وما يمكن تأكيده في الوقت الراهن، أن اللقاح الأمريكي يعتمد على الطريقة الجينية التي تمكن الجسم من إفراز المضادات والمستضدات، علما أن تخزين «الفايزر» يحتاج إلى 70 درجة تحت الصفر، فيما تخزين «موديرنا» يحتاج إلى 20 درجة تحت الصفر، ما يتطلب إمكانيات هائلة من أجل نقله وتخزينه. أما الجانب الإيجابي في اللقاح هو أن سعره سيكون مناسبا، باعتبار أن إنتاج هذا اللقاح سيكون في مدة وجيزة وبكميات أكبر، مقارنة مع اللقاحات الأخرى، سيما أن جسم الإنسان يتكلف بإنتاج اللقاح داخل الخلايا.
وبالنسبة إلى اللقاح الصيني، فهو لقاح خامل، إذ يتم قتل الفيروس ويحقن للإنسان ما يعطي لجسمه مناعة، دون أن يصيبه المرض، لكن الجانب السلبي في هذا اللقاح، أن إنتاجه يتطلب الكثير من الوقت، وبالتالي فالكمية المنتجة ستكون قليلة مقارنة مع اللقاح الأمريكي، وسيكون أيضا منخفض السعر، فعكس ما يعتقده الكثيرون، فإن اللقاح الصيني الأغلى سعرا، مقارنة مع الأمريكي.
وفي ما يخص اللقاح الروسي، فهو يعتمد على تقنية الفيروسات الناقلة، وهي تقنية معروفة، علما أن تخزين هذا النوع من اللقاح لا يتطلب إمكانيات ضخمة.

> ما هي أسباب اختيار المغرب اللقاح الصيني في المرحلة الأولى؟
> لم يختر المغرب اللقاح الصيني فقط، إذ وقع عقدا مع شركة «سينوفارم» المنتجة للقاح الصيني وأيضا مع شركة «استرازيناكا» المنتجة للقاح بتعاون مع جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة، وفي مفاوضات مع «فايرز» و»موديرنا» ومع الشركة المنتجة للقاح الروسي، ومع شركة أخرى صينية. ومن جهة أخرى، فلقاح «سينوفارم»، سيكون متوفرا للمغاربة، باعتبار أن المغرب من الدول المساهمة في المرحلة الثالثة من الدراسات السريرية للقاح، ما يمنح الأولوية في الاستفادة منه، والحصول على كمية مهمة منه، وفي المراحل الأولى بعد إنتاجه، بفضل التعاون المغربي الصيني والتدخل الملكي الاستباقي والمباشر.

> ما هو اللقاح الأقرب لاختيار المغرب بعد اللقاح الصيني؟
> وقع المغرب، خلال شتنبر الماضي، اتفاقية مع شركة أخرى، لتوفير لقاح، ويتعلق الأمر بشركة «استرازيناكا»، والتي توفر لقاحا يعتمد على تقنية النواقل الفيروسية، أي تحميل فيروسات أخرى، بالبروتينات وأجزاء من فيروس كورونا المستجد، علما أن هذا اللقاح، لا يحتاج أيضا إلى إمكانيات كبيرة من أجل نقله وتخزينه. فحسب الأخبار المتداولة، فإن المغرب، سيتوصل بحوالي 17 مليون جرعة، بالإضافة إلى 3 ملايين جرعة احتياطية، إذا احتاج إليها.

> في حالة عدم توفير اللقاح لكافة المغاربة، فهل يمكن الاستعانة بلقاح دولة أخرى؟
> حرصت جميع الدول على تنويع مزوديها بلقاح كورونا، والمغرب أيضا حرص على ذلك، فلا يمكن لمختبر واحد تزويد جل البشرية باللقاح وتوفير الكمية التي يحتاجها العالم في ظرف سنة واحدة أو سنتين. كما أن اللجوء إلى لقاحات أخرى، ضروري لتجاوز هذه الجائحة، من أجل توفير كميات مهمة من اللقاحات وفي مدة زمنية معقولة، علما أنه عند توفر لقاحات مختلفة، سننجح في تكييف الحملة الوطنية للتلقيح حسب كل فئة، وضمان مناعة جماعية فعالة وسريعة
والمهم أن المغرب سيبدأ الحملة الوطنية للتلقيح بالاعتماد على لقاح «سينوفارم»، ليمر إلى الاعتماد على «استرازيناكا»، وبعد ذلك يمكن أن يعتمد على اللقاح الروسي أو الأمريكي، وذلك من أجل نجاح الحملة، وتجاوز تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد. وهي فرصة لبلدنا يجب أن يقتنصها ويستفيد منها كل المغاربة بنظام وروح مواطنة تسمح بتلقيح الفئات المهنية والفئات الهشة صحيا، قبل المرور لفئات أخرى، من أجل التحكم في الوباء وإخلاء أقسام الإنعاش من حالات كورونا وخفض الوفيات وفتح المدارس للجميع وفتح الاقتصاد وضمان لقمة العيش للأسر في أقرب وقت ممكن.
أجرت الحوار: إيمان رضيف

* طبيب وباحث في قضايا السياسات والنظم الصحية

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

تعبئة متواصلة لمراقبة الأسعار وتتبع تموين الأسواق بإقليم ميدلت

26 فبراير 2023

ورزازات.. دعوة إلى السفر في قلب الصحراء

26 فبراير 2023

الاتحاد البرلماني العربي ينتفض بوجه نظيره الأوروبي رافضا نهج الوصاية والاستعلاء اتجاه عدد من الدول العربية

26 فبراير 2023

شركة إسرائيلية متخصصة في تقنية الري بالتنقيط تفتح ثاني مصنع لها بالمغرب