إذا نفّذ المغرب تهديده بملاحقة بوليساريو ومحاسبة كل من يدعمها فإنّ ذلك قد يُدخِل المنطقة في مرحلةٍ بالغة الخطورة قد تتحوّل فيها الحربُ بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة على خيرات الجزائرو إفريقيا إلى حرب مباشرة بين المغرب والجزائر على الأقل إن لم تتوسّع إلى دول أخرى…
التهديد المغربي المفاجئ هو بمثابة إنذارٍ واضح لشرذمة الجنرالات لدفعهم على التراجع عن إقحام المنطقة في حرب الكل فيها خاسر أي إنّ المغرب يقول أن صبره بدأ ينفد والجنرالات تعدوا كل الحدود بدعمهم ميليشيات البوليساريو ومحاولة إنقاذهم من الانهيار بتجنيد المزيد من المرتزقة من مالي والنيجر في صفوف البوليساريو وتسليحهم وتدريبهم وهذا ما كلف خزينة الدولة حاولي 300 مليون دولار وكل هذا لمنعِ المغرب من بسط سيطرته على كامل الأراضي الصحراوية ومن ثمّة فرض الأمر الواقع عليه وعلى الأمم المتحدة أيضاً وإجبارهما على القبول بتسوية يكون الجنرالات فاعلا أساسيا فيها…وهذا التهور الذي قام به شنقريحة بتحريض من عشيقه “ولد البوهالي” على المغرب ودعمهم بالسلاح والمقاتلين يحمل مخاطر كبرى وفي مقدّمتها الغرق في مستنقع الحرب والاصطدام بالقوات المغربية التي تقاتل من أجل حق مشروع في الدفاع على أراضيها قد تلجأ إلى حرب مدمرة لن تقف إلى مع رجوع صحرائهم الشرقية المزعومة والخطر الأكبر هو إمكانية استدراج الجيشين الجزائري والمغربي إلى حربٍ يُدمَّران فيها معاً ولعلّ الجميع يتذكّر كيف استدرِج الجيشُ العراقي في عهد صدام لغزو الكويت لتحطيمه وحلّه لاحقاً لذلك نحذّر جنرالات خردة دار العجزة من اللعب بالنار وبمصير الشعب الجزائري فأيّ حربٍ بين الجيشين القويين في المنطقة قد تدمّرهما معاً ولا تخدم في النهاية سوى الكيانات المستعمرة لذلك يا شرذمة الجنرالات توقفوا عن حشر أنوفكم في مشاكل الجيران من ليبيا إلى مالي ثم المغرب وإلا العاقبة هذه المرة ستكون وخيمة عليكم وعلى الشعب الجزائر المغبون.