كشف محافظ بيروت، مروان عبود، تفاصيل جديدة حول كارثة مرفأ بيروت التي وقعت الثلاثاء الماضي وأدوت بحياة 153 على الأقل وجرح الآلاف وفقدان آخرين، مشيراً إلى أن العديد من العمال وسائقي الشاحنات الأجانب ما زالوا مفقودين في الانفجار.
وأوضح عبود، أن ذلك يجعل المفقودين في الانفجار في عداد القتلى، وأن ذلك يُعقد جهود تحديد هويات الضحايا، لافتاً إلى أن هناك كثيرين لا يمكن للسلطات تحديد هوياتهم، وهم سائقو شاحنات وعمال أجانب. وأضاف أنه لا يوجد من يتعرف عليهم، وهذه مهمة صعبة تحتاج إلى وقت.
وكانت الحكومة السورية قد قالت إن حوالي 45 من بين 158 شخصاً قُتلوا في الانفجار سوريون.
تضاؤل الآمال في العثور على ناجين
يأتي هذا التصريح في وقت أعلنت فيه قيادة الجيش اللبناني عن تراجع الآمال في العثور على ناجين من حادث الانفجار، فيما قالت وزارة الصحة، السبت، إن 21 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين عقب الانفجار الذي دمر أجزاء من المدينة وأودى بحياة 158 شخصاً على الأقل وأصاب نحو ستة آلاف آخرين.
ويشعر سكان العاصمة المصنفة منكوبة أن مدينتهم نامت بين الألغام لتستيقظ على كابوس ترك ندوباً وشقوقاً في عمرانها. فبخلاف تدمير مرفأ بيروت بشكل شبه كامل تسبب الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي بانهيار أحياء قريبة بأكملها وتضرر المناطق الأخرى، حيث شعر كل مواطن في العاصمة اللبنانية أن التفجير وقع في منزله.
في جولة ميدانية قام بها فريق رويترز بين أحياء متداعية من الجميزة إلى الباشورة ومنطقة المرفأ وزقاق البلاط وبرج أبوحيدر والأشرفية والبسطة وبشارة الخوري، بدت النوافذ عارية من زجاجها، والأسقف من قرميدها وتدلت من بعضها أسياخ معدنية ملتوية وتطايرت أسطح بعض الشقق السكنية فأصبحت مكشوفة للسماء.
وينتشر رجال الشرطة في المكان ويمنعون الناس من الاقتراب أو المرور بجانب الأبنية الآيلة للسقوط.
مساعدات دولية
حجم الكارثة التي ضربت لبنان دفع عدداً من الدول، بقيادة فرنسا، لتنظيم مؤتمر طارئ للمانحين، عُقد أمس الأحد، وتمكن من جمع تعهدات بنحو 253 مليون يورو (298 مليون دولار) كمساعدات فورية، بحسب ما أعلنه مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضاف المكتب أن تلك التعهدات لن تكون مشروطة بإصلاحات سياسية أو مؤسسية. وأشار قصر الإليزيه إلى أن تعهدات أخرى متعلقة بالدعم طويل الأمد ستعتمد على تغييرات تنفذها السلطات اللبنانية.
وتعهدت قوى عالمية، خلال مؤتمر طارئ للمانحين يوم الأحد، بحشد “موارد مهمة” لمساعدة بيروت على التعافي من الانفجار الهائل الذي دمر مناطق واسعة بالمدينة، كما تعهدت بأنها لن تخذل الشعب اللبناني.
وكان لبنان يعاني بالفعل من أزمة سياسية ومالية قبل انفجار المرفأ الذي وقع يوم الثلاثاء وراح ضحيته أكثر من 153 شخصاً فيما أصيب أكثر من أربعة آلاف، بينما تعرضت بيروت لدمار هائل.