وزان : محمد حمضي
” لا يمكنني إلا أن أتبنى المقترح الذي تقدمت به لفائدة المترشحات والمترشحين الأحرار لاجتياز امتحان الباكالوريا ، وسيعمل مجلس الجماعة بتعاون مع بعض الشركاء والمتدخلين على إيجاد الإطار القانوني لتنزيله “
بهكذا مضمون تفاعل رئيس مجلس الجماعة الترابية وزان في كلمته مع ملتمس تقدمت به السيدة/التلميذة هاجر الجوهري في كلمة ألقتها بمناسبة حفل الاستقبال المنظم على شرفها بمقر الجماعة مساء يوم الثلاثاء 21 يوليوز الجاري ، بمناسبة تمكنها من حصولها على شهادة الباكالوريا كمترشحة حرة ، رغم بركة المعاناة وقساوة الظروف الاجتماعية التي سبحت فيها منذ مغادرتها الاضطرارية للصف المدرسي من المستوى الثالثة إعدادي قبل 22 سنة
انطلقت هاجر الجوهري من تجربتها المريرة في ترافعها لفائدة المترشحات والمترشحين الأحرار الذين لهذا السبب أو ذاك وجدوا أنفسهم يقفون في بداية مشوارهم/ن التعليمي ، فكان أن شلت وضعيتهم/ن الجديدة خارج أسوار المدرسة وفضاءاتها ، طموحاتهم/ن ، وسيطر اليأس على تفكيرهم/ن ، ومع مرور الزمن تبدد رصيدهم/ن التعليمي ، في الوقت الذي هناك أكثر من مدخل لانقاد الكثير ممن تعثر من شبابنا وهم على عتبة القفز للتعليم الجامعي ، بحيث يكفي العودة لقراءة نسبة المترشحات والمترشحين الأحرار الحاصلين على شهادة الباكالوريا والتي هي في ارتفاع متزايد كل سنة .
ترافع هاجر الجوهري متنه يتمحور حول دعوة مجلس جماعة وزان تبني تنظيم سلسلة من دروس التقوية يستفيد منها المترشحات والمترشحون الأحرار. ومما لا شك في ذلك فإن آثار تنزيل هذا الملتمس المفروض أن ينخرط في تنزيله شركاء ومتدخلون بجانب مجلس الجماعة ، ستكون جد إيجابية، وأن كلفته المالية ستكون أقل بكثير من الكلفة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عن وجود شباب اضطرته ظروف الكثير منها خارج عن إرادته التوقف في بداية مشواره التعليمي . أليس الاستثمار في البشر هو أغنى وأضمن استثمار ؟
ولأن الراغبات والراغبون في الترشيح كأحرار لاجتياز امتحانات الباكالوريا ليست قضية تنفرد بها جماعة وزان ، فلماذا لا تتفاعل مختلف الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاثة على الصعيد الوطني مع ملتمس هاجر الجوهري التي فتحت أعيننا على فئة عريضة من شبابنا محتاج لمن يمد له اليد ويحفزه ليتصالح من جديد مع طموحاته المشروعة للالتحاق بالتعليم العالي الذي يفتح ولوجه الكثير من الآفاق في وجههم/ن .
يذكر بأن المواطنة الوزانية هاجر الجوهري قد حصلت على شهادة الباكالوريا خلال دورة يوليوز 2020 ، بعد أن كانت قد ” غادرت” صفوف المدرسة العمومية سنة 1998 ، حيث كانت تتابع دراستها بمستوى الثالثة إعدادي . ورغم أن هذه المواطنة كانت عرضة لكل أشكال العنف الممارس ضد المرأة ، فقد ركبت التحدي ، وانتصرت على معاناتها ، فكان أن حققت الطموح الذي راودها ، وكما قالت في كلمتها في حفل الاستقبال الذي خصه بها رئيس مجلس جماعة وزان ” وصفتي الوحيدة في تحقيق هذه النتيجة هو الارادة والعزيمة والقبض بالنواجد والأظافر على الأمل “.
مقالات ذات الصلة
25 فبراير 2023