سارع المغرب، الذي تجمعه مع دولة مالي علاقات أخوة وصداقة ممتازة، ضاربة بجذورها في التاريخ، إلى دعم هذا البلد منذ ظهور فيروس “كورونا” المستجد من خلال وضع رهن إشارة السلطات المالية “مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة في باماكو”.
وتقدم هذه المنشأة الصحية الحديثة والمندمجة، التي تطلب إنجازها غلافا ماليا قدره 105 مليون درهم ، العديد من الخدمات الصحية من أجل المساهمة الفعالة في جهود ومخطط مواجهة انتشار الوباء في مالي.
وفي معرض تعليقه على هذه المبادرة النبيلة للمملكة المغربية تجاه مالي، قال وزير الصحة والشؤون الاجتماعية المالي ميشيل هامالا سيديبي إن الأمر يتعلق ب “معلمة صحية لإسعاد الشعب المالي”.
وأضاف سيديبي، خلال زيارة قام بها لهذه المؤسسة الصحية، إن ” المستشفى الحديث، المقدم من قبل المملكة المغربية ، يشكل هدية رائعة تلقاها الماليون في شهر رمضان المبارك باعتبارها ستساعد البلد بشكل كبير في معركته الشرسة ضد “كوفيد 19 “، إلى جانب التكفل بصحة الأمهات والأطفال بهذا البلد.
وفي نفس السياق، أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي تيبيلي درامي عن امتنان بلاده العميق للمعاملة الحسنة التي أبدها المغرب تجاه الطلبة الأفارقة بشكل عام والماليين بشكل خاص في زمن تفشي وباء “كورونا”.
وأشار إلى أن الطلبة استفادوا، على قدم المساواة، من الرعاية والتكفل والخدمات المقدمة من قبل المواطنين المغاربة.
وأضاف أن “هذه الإجراءات لا تفاجئ أحدا باعتبارها تندرج في إطار سياسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة التعاون جنوب-جنوب “، مشيرا إلى أنه تمت تسوية أوضاع الآلاف من الأفارقة المتواجدين بالمغرب.
وموازاة مع ذلك، قامت العديد من المقاولات المغربية المتواجدة في مالي بالتعبئة والإنخراط في المعركة الشرسة ضد الوباء في هذا البلد.
وفي هذا الإطار، منح “بنك أطلنتيك” ، فرع المجموعة المغربية للبنك الشعبي المركزي المغربي ، هبة بمبلغ 100 مليون فرنك إفريقي لصندوق “كوفيد 19 ” من أجل دعم الحكومة المالية في مكافحة الجائحة.
وتجسدت مساهمة “بنك أطلنتيك” من خلال مشاركته في حملة لجمع التبرعات من قبل الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية في مالي.
ومن أجل دعم دولة مالي في جهودها لمحاربة وباء “كوفيد 19 “، قام الفاعل في مجال الاتصالات “موبيل ماليتل” ، فرع مجموعة اتصالات المغرب ، بتقديم هبة قدرها 100 مليون فرنك إفريقي لوزارة الاتصالات.
ويعكس هذا الدعم القوي للمغرب لدولة مالي، في هذه الأوقات من انتشار وباء “كورونا”، مرة أخرى متانة الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع بين البلدين والالتزام الشامل للمملكة لفائدة تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية لخدمة مصالح شعوب القارة.
وفضلا عن دعمه السياسي الراسخ ، يواصل المغرب دعم انتعاش الاقتصاد المالي من خلال التعاون الثنائي المتميز وإستدامة العلاقات بين الطرفين في إطار شراكة “جنوب-جنوب” و ” رابح- رابح “.
ويبقى المغرب أول مستثمر إفريقي في مالي بحضور لافت في العديد من القطاعات خاصة قطاعي الاتصالات والبنوك.
ومنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، شهد محور الرباط – باماكو زخما قويا، مما يعكس الارتباط القوي للمملكة بجذورها الإفريقية، وعزمها الراسخ على تعزيز التعاون جنوب- جنوب مربح ومفيد للجميع وفي خدمة الشعوب والاستقرار والسلام.
كما يعد التعاون الثنائي بين المغرب ومالي بمستقبل واعد بفضل الإرادة للارتقاء به إلى مستويات أعلى وتوسيعه ليشمل جميع المجالات.