تألمت كثيراً… وأنا أتابع شريط فيديو يوثّق لحظة حضور السيد أو بنيحي رئيس الوزراء الجزائري السابق لجنازة أخيه بعد الترخيص الاستثنائي من طرف القاضي باعتباره معتقلاً في قضايا لا تعنينا بالمرّة..
لكن الشكل الذي جيئ به إلى المقبرة وما رافق ذلك من حضور للزّي العسكري الضخم المحيط بهذا الشخص المكبّل اليدين وبوجه شاحب.. وعينين منطفئتين يحملان أكثر من رسالة عن حكّام الجزائر اليوم وطبيعة تفكيرهم. وحدود المجازفة والمغامرة الخارجة عن كل الضوابط الأخلاقية والشرعية الإنسانية على الإطلاق…والقريبة جدّاً إلى سلوك العصابات التى عادة ما تتلذّذ بتشويه حد المذلّة أعداءها..
فكيف يمكن أن يحترم العالم النظام الجزائري وهو ينزل قيلقاً عسكريا إلى المقبرة وبهذه الكثافة والضخامة والسلافة أيضاً دون احترام وتوقير لقبور المسلمين والمسلمات هناك… كيف يمكن أن يفسّر لدى الرأي العام الدولي هذه الطريقة التي قيد بها من كان مسؤولا حكوميا يوما ما.. وهو بهذه الصورة المؤلمة دون احترام لمشاعر الحزن والفراق لأخيه.. محروما من فرصة وداعه بطريقة مقبولة في حدها الأدنى وفق الشريعة الإسلامية..
أي نظام هذا الذي يغتصب حق المعتقل في الوداع الأخير كمشترك إنسانيّ… وأيّ نظام وهو بهذا الأسلوب المافيوزي يمكن أن ترتاح اليه الدول وخاصّة دول الجوار..
أبداً لا ثقة اليوم في حكام الجزائر وهم يبهدلون أحد قيادييه بهذه الطريقة.. ولو كان من أخطر المجرمين.. فالبرغم من كون مواقفه العدائية ضد المغرب..٠٠فإن تعاطفي معه كأي مغربي نابع من زاوية ما هو إنسانيّ مؤمن بالصراع والتدافع عن مصالح البلد لكن تحت ضوابط أخلاقية وحدود شرعية تنتصر للمشترك الإنساني وهو ما يخيفنا اليوم من هذه العصابة الموجودة على رأس النظام بالجزائر..
بل ما يفسر برودة الدم لديهم وهم يلقون بمغاربة على الحدود في ظل الأزمة الوبائية.. ما يجعلهم منسجمين مع ذواتهم بالوقوف إلى جانب من يدمر ليبيا ضدّاً على الشرعية الدولية دون ذكر الساكنة المحتجزة بمخيمات تيندوف وغيرها هي نفس العصابة التى اختارت لمناورتها الأخيرة على الحدود المغربية ب ( جهنّم ) هي نفسها اليوم التى جعلت من جارتنا الشرقية دولة مليون كذبة آخرها وبدون استحياء ولا خجل.. يصرحون وعلى المستوى الرئاسي بأنهم طردوا القنصل المغربي بوهران وهو ما ينافي حقيقة الأمر والواقع حسب بلاغ لوزارتنا في الموضوع..
هي العصابة وبهذا الأسلوب المافيوزي تهدّد أمن المنطقة بشكل عام.. لأن من لا يستطيع أن يحترم مقابر المسلمين ومشاعر الإنسان لحظة الوداع.. لن يستطيع أن يحترم الحياة..
يوسف غريب للجزائر تايمز