عاش إقليم طاطا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، حالة استنفار كبير جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بجل مناطق الإقليم، وأدت إلى فيضان جميع الأودية التي تخترق المنطقة، ما عزل بعض الدواوير والجماعات عن بعضها البعض.
واستنادا إلى المصادر، فإن فيضان عدد من الأودية وارتفاع منسوب المياه بها إلى مستويات قياسية أدى إلى قطع العديد من الطرقات على صعيد الإقليم لأيام، بل إن بعض هذه الطرقات ما تزال مقطوعة في وجه حركة السير، حيث ينتظر أن ينخفض منسوب المياه بعدد من الأودية من أجل التدخل لإصلاح هذه المحاور وإعادة فتحها في وجه حركة السير.
إلى ذلك، تأزمت أوضاع عدد من النساء الحوامل اللواتي فاجأهن المخاض، حيث توقفت بعض سيارات الإسعاف عاجزة عن عبور بعض الأودية لخطورتها ودرجة حمولتها التي وصلت مستويات عالية، حيث ظلت بعض النساء الحوامل عالقات قرب هذه الأودية ينتظرن الخلاص للعبور نحو المركز الاستشفائي الإقليمي، إلا أن الخوف على حياتهن أدى إلى التريث وانتظار انخفاض منسوب المياه للعبور. أولى هذه الحالات كانت لسيدة حامل قادمة من المركز الصحي المستوى الثاني بجماعة «تكموت» في اتجاه المستشفى الإقليمي بطاطا، إلا أن السيول منعت سيارة الإسعاف التابعة للجماعة التي تقلها من مواصلة السير. وفور انتشار خبر وجود السيدة المعنية في حالة حرجة في الضفة الأخرى للوادي، انتقل، على وجه السرعة، عامل إقليم طاطا رفقة جميع السلطات العمومية، والمندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية، إلى عين المكان حيث ظل الجميع هناك إلى حين إنقاذ المرأة الحامل ونقلها إلى قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الإقليمي في حالة مستقرة.
وتم، يوم الجمعة، نقل حالتين أخريين لسيدتين في مرحلة الوضع قادمتين من جماعة «أقا»، بعد مساعدتهما لعبور أحد الأودية للوصول إلى المستشفى الإقليمي. وعلى مقربة من جماعة «أكينان» حاصرت السيول سيدة حاملا، حيث لم تستطع عبور وادي «فيغل»، الذي كانت حمولته كبيرة، الأمر الذي أدى إلى تدخل ممرضتين بالمركز الصحي «أكينان»، حيث عبرتا الوادي رفقة عناصر السلطة المحلية، ليتم إنقاذ المرأة الحامل وتقديم الإسعافات الضرورية لها داخل منزلها إلى أن وضعت مولودها.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنه، أمام صعوبة نقل امرأة حامل من منطقة «ألوكوم»، نحو مستشفى طاطا، بسبب محاصرتها بمجموعة من الأودية على الطريق، تقرر، في النهاية، نقلها، نظرا لصعوبة حالتها الصحية، نحو المركز الاستشفائي الإقليمي بزاكورة بعد استعصاء نقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بطاطا.
وبحسب المصادر، فإنه، أمام سوء الأحوال الجوية وتهاطل أمطار غزيرة على المنطقة، أصدر عامل إقليم طاطا تعليماته إلى جميع السلطات العمومية والمصالح الخارجية المعنية، من أجل التجند والتعبئة ورفع درجة اليقظة والتأهب ترقبا لأي حالات طارئة محتملة، وأدى ذلك إلى قيام المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بطاطا بعملية إحصاء شاملة لكل النساء الحوامل اللواتي حان موعد وضع مواليدهن هذه الأيام عبر كل جماعات الإقليم، وذلك من أجل وضع خطة لنقلهن مبكرا إلى دور الأمومة لتسهيل ولوجهن إلى المراكز الصحية أو المركز الاستشفائي الإقليمي، أما الحالات التي تقطن بالمناطق الحدودية مع الأقاليم المجاورة فتم تنسيق الجهود لتسهيل تنقلها عبر منافذ أخرى بشكل سلس إلى المستشفيات الإقليمية المجاورة.