قال هشام معتضد، الخبير في الأمم المتحدة، إن محاربة تجنيد الأطفال تتطلب ليس فقط ترسانة قانونية لتأطيرها وضبط ممارستها، ولكن أيضا انخراطًا سياسيا محكما يعمل باستمرار على تشخيصها ومسايرة تطورات انتشارها في مختلف المناطق التي تشهد تناميا خطيرا وبئيسا لها.
ولاحظ المحلل تناميا كبيرا لهذه الظاهرة في شمال إفريقيا عامة والساحل والصحراء، خاصة في مناطق تعمل على حجب الإعلام الدولي بشكل مباشر، وفي المساحات التي تشهد انتشارًا واسعا للعمليات الإرهابية والمليشيات المسلحة.
وأضاف الباحث، في تصريح لأحد المواقع الالكترونية، أن جبهة البوليساريو وجهت إليها اتهامات عديدة وانتقادات واسعة بخصوص ظاهرة تجنيد الأطفال، التي لم تعد فقط ظاهرة مرتبطة بفضاء مغلق، ولكن أصبحت صناعة عابرة للقارات تعمل المليشيات المسلحة على تدبيرها بشكل يخدم مصالحها التعاونية على المستويين الإقليمي والدولي.
ووقف المحلل عند التغرير بالأطفال الذي تتبناه الجماعات المسلحة، على غرار جبهة البوليساريو، التي تتخذ من استراتيجيات غسل الأدمغة وتدجين عقول الأطفال بإديولوجيات حربية، خاصة الموجودين في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، مشيرا إلى أن ذلك لا يعتبر فقط جريمة سياسية، وإنما سعيا جديا للمساس بالوجود الإنساني والضرب في الوجدان الطفولي.
وأضاف أن التقصير الدولي المتعلق بمحاربة ظاهرة تجنيد الأطفال يسائل البلدان المنخرطة قانونيًا وسياسيًا في محاربة هذه الجريمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين من الأطفال، مشيرا إلى أن المنظمات الحكومية وغير الحكومية مطالبة قبل أي وقت مضى بالوقوف بكل جرأة سياسية على الخروقات الفظيعة التي ترتكبها الجماعات المسلحة والإرهابية بخصوص هاته الفئة من الأطفال.
وناشد أمس الاحد الائتلاف المدني للترافع من أجل حماية الأطفال بمخيمات تندوف الأمم المتحدة والمنتظم الدولي للتدخل العاجل وبذل جهد أكبر لحماية الأطفال ضحايا الاحتجاز القسري داخل مخيمات العرب بالحمادة، والذين يتعرضون لأبشع مظاهر الاستعباد والمهانة.
وشدد الائتلاف، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تجنيد الأطفال، على ضرورة تفعيل التزامه بالعمل على منع تجنيد واستخدام الأطفال في الصراعات، وتأمين وإطلاق سراحهم وضمان إعادة إدماجهم.
وطالب الائتلاف الأمم المتحدة ببذل جهد أكبر لحماية الأطفال في النزاعات المسلحة، ودمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار، بما في ذلك التركيز على حقوق ورفاه الأطفال ومصلحتهم الفضلى.
ودعا الائتلاف إلى التدخل العاجل لحماية الأطفال بتندوف من العنف والاستغلال، خاصة التجنيد العسكري بكل أشكاله، ووضع حد لهذه الممارسات، التي تتنافى مع اتفاقية مناهضة التعذيب لسنة 1978، واتفاقية حقوق الطفل وبروتوكوليها الاختياريين، وأضاف الائتلاف أن البوليساريو تستمر كجماعة مسلحة في انتزاع كرامة الأطفال وتدمير حياتهم ومستقبلهم، ومنع المئات منهم من الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية والحق في الأسرة والجنسية والحق في اللعب والترفيه.