كتبت صحيفة العرب الكويتية في عددها الصادر اليوم السبت ان تألق المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في مونديال قطر ،” هـو حدث رائـد لا يمكن فـصله عـن تراكم النجاحات المغربية المتنوعة بالـداخل والخارج”.
وأضافت الصحيفة في مقال بعنوان “تألق رياضي وقيم إنسانية” من توقيع الكاتب الصحفي ، نايف شرار ،أنه أمام ما يشهـده مغرب الـيـوم ، من تـفـوق في مخـتلـف المجالات و الـقطاعات ، في عـهـد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مـن خـلال ما رسمه من خـطـط تـنموية شامـلة اسـتراتيـجية ، لا يمكن للـمرء أن يستغرب أو يتـعـجب مـن صعـود مـنـتـخـبـه الـوطـني لـكرة الـقـدم ،عـن جـدارة و استحـقاق إلى نـصف نهـائي مونديال قطر ،”وإنـما هـو حـدث رائـد لا يمكن فـصله عـن تـراكم النجاحـات المغربية المتـنـوعـة بالـداخل والخارج” مشيرا الى أن التـفـوق الـرياضـي المغربي يعـكس صحـوة رياضيـة كـروية ، تتـمشـى إلـى جـانـب قـطاعـات أخـرى و تـتكـامـل مـعـها في تـحـقـيـق النـجاحات و الـتـفـوق .
وأضاف كاتب المقال أن هذه النجاحات والتفوقات ،لا تخـفي جـهـود و تـحديـات ، دفـعـت المملكـة المغربية إلى مواجهتها في ظل وضع عالـمي في غـاية الـتعـقيـد ، و لـعـل من اهـمها جـائحة كـورونا واثارها الصحية، و تـداعـيات الازمة الأوكرانـية و آثـارها الاقـتـصادية ،مؤكدا أن كـل ذلك وغـيـره كـثـيـر، لـم يـنل من المملكة المغربية ، و لم يـقـف حاجزا في مسيـرتـها التنمويـة ، كما تأثـرت دول أخـرى ، بل عـقـدت العـزم و بـتـفان على إكـمال المسيرة التنمويـة المرسـومة الداخلية و الخارجية، و منها ما يتـعلـق بالـقطاع الـرياضي الكروي .
وأبرز ان هـذا الحـدث التـاريـخي غـيـر العـادي الـذي شهـدته دورة كـأس العـالـم بـدولـة قـطر ، و تـألـقـت فـيـه المملكة المغربيـة ،هـو في الحـقـيـقـة نـتـاج جـاء بعـد نجـاحـات اولـمبـية مغربـية على العـديـد من منتخـبـات الـدول الـتي لها مكانـتها المعـتـرف بها عـالمـيا في ريـاضة كـرة الـقـدم، مضيفا أن هذا التألق استـطـاعت مـن خـلاله ، إعـادة كـتابة تاريـخ كرة الـقدم المغربيـة.
وقال “إنه بغـض النـظر عـن الفـريـق الـذي تـوج في هـذه الـدورة ، يمكن الـقـول ،بدون مجاملـة ، أن المملكة المغربيـة تـعـتـبـر الـدولـة الـوحـيـدة التـي تألـقـت في دورة قـطـر ، وأنـها من بين أكـبـر الـدول الفـائـزة في الـدورة، وأن دورة قـطـر شكلت فـرصة ، أثـارت انتـباه الأنـظار إلى اكـتـشاف المملكـة المغربية افـتراضـيـا أولا ، وأثـارت تساؤلات متـنـوعـة عـنها ، وحـركـت رغـبـة العـديـد من المتابعـيـن و المهـتمـيـن إلى تجـاوز السـمع و الافتـراض ، إلى المـعايـنة الحـقيقية لـهـذا البلد الـعربي الشـقيق العريق .”
وتابع نايف شرار ان ما شهـدته المباريات التي خـاضها المنتـخـب الـوطـني المغربي، كان تعـبـيرا يـعـكس إيـمان المغاربة بـوطـنهـم ، وثـقـتـهـم بسياسة البـناء و التـأهـيـل للشخـصية المغربيـة التي اعـتمـدتها استـراتيـجـية صاحب الجلالة الملك محـم د السادس ، مـن خـلال إحـداثـه لأكاديميـة محمد السادس للـرياضـة بالربـاط ، و إلى جـانبها مجموعة مـن الفـروع من الأكاديميات الـرياضـية بمجمـوعـة من مـدن المملكة المغربية لخدمـة المواهـب الرياضـيـة حتـى تتكـامل مـع قـطاعات شـبابية أخـرى .
وأبرز أن هناك صورا أخرى جميلة من هذا النجاح والتميز المغربي البديع في مونديال قطر هي تلك التي جمعت اللاعبين بآبائهم وأمهاتهم في المدرجات حيث قدموا صورا جميلة تختزل كل معاني الاعتراف والحب والبر بالوالدين وتعكس القيم الإنسانية الأصيلة للمجتمع المغربي العربي والإسلامي، مؤكدا أن ما حـقـقـه المنتخـب المغربي سيبقى، إنـجـاز تاريخيا و لأول مـرة ، بـوصولـه إلى المربع الـذهـبي ، ممثـلا لكـل العرب و المسلميـن عـموما بـدول الغـرب و العـجـم و أفـريقيا ، و توج بـحـفـل الاستـقـبـال الجمـاهـيري الكـبيـر، على غـرار كـبريات الفـرق العـالميـة و أحـسـن منـها ، وخــتم بالاسـتـقـبال الملكي بالقـصـر الملكي العامر بالـربـاط .