عقد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الجمعة بمدريد، لقاء عمل مع وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، رييس ماروتو، تمحور حول بحث آفاق تطوير التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتقييم التعاون الثنائي الإيجابي في القطاع الصناعي وريادة الأعمال، بالنظر إلى الزخم الذي تعرفه العلاقات بين البلدين منذ أبريل الماضي، بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أفضت إلى خارطة طريق يجرى تنفيذها حاليا.
كما كان لقاء العمل، الذي عقد بحضور سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، فرصة لتأكيد إرادة الطرفين حيال الانتقال من علاقة تجارية محضة إلى شراكة متعددة القطاعات تقوم على تكامل اقتصادي البلدين، والسماح بتنفيذ مشاريع مشتركة ذات قيمة مضافة عالية، في سياق عالمي يتسم بتوترات جيوسياسية وأزمة طاقية وتداعيات “كوفيد-19”.
وفي تصريح صحافي، قال مزور “عقدنا لقاء عمل مثمر للغاية مع وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة في مملكة إسبانيا”، مضيفا أن اللقاء ركز على “مستقبل التعاون الصناعي والتجاري بين بلدينا المترابطين بشكل كبير”.
وسجل الوزير أنه بما أن “المغرب بوابة لإفريقيا وإسبانيا بوابة إلى أوروبا”، فلدينا مشاريع مشتركة محددة بشكل دقيق، وكذا طموحات مشتركة لتطوير منصة أكثر تكاملا وإنتاجية، مع اغتنام الفرص لنقل سلاسل القيمة وتعزيز الأمن الغذائي والطاقي والصحي، وسيادة التنافسية الصناعية”.
وأشار إلى أنه “لدينا طموحات مشتركة لتنفيذ إرادة جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية لخارطة طريق حيث يعمل البلدان يدا بيد لتعزيز هذا التحالف الاستراتيجي”.
وأكد أن هذه الرغبة تشجع الطرفين على “تعميق التبادلات التجارية التي تربطنا، وفهم أفضل لسلاسل القيمة الصناعية الإقليمية بمنطق رابح-رابح”، مسجلا أنه لتحقيق هذا الهدف، اتفق الطرفان على تشكيل فريق مشترك لتطوير إطار الشراكة الاقتصادية الجديد بتسليط الضوء على مبادرات ملموسة في مجالات التعاون، والتي سيتم التوقيع عليها على هامش الاجتماع رفيع المستوى المقرر عقده خلال الفصل الأول من العام 2023”.
يذكر أن إسبانيا تعمل بشكل متزايد على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي للمغرب مع تبادلات تجارية بلغ حجمها 17 مليار يورو في العام 2021. كما تعد إسبانيا الزبون والمورد الأول للمملكة، وثالث أكبر مستثمر في المغرب.
من جانبها، تستوعب المملكة 51 في المائة من الصادرات الإسبانية إلى إفريقيا، وهي زبون إسبانيا الأول في القارة.