عهدت الدول الأعضاء في مبادرة “5 + 5 دفاع”، اليوم الخميس بالرباط، بمواصلة تطوير التعاون متعدد الأطراف بهدف تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة في المنطقة.
وأكد المشاركون في إعلان مشترك صدر في ختام الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء في مبادرة “5 + 5 دفاع”، الذي انعقد برئاسة المملكة المغربية، على مواصلة تطوير التعاون متعدد الأطراف، الذي انطلق منذ سنة 2004 بين الدول الأعضاء في هذه المبادرة من أجل تعزيز الأمن في غرب البحر الأبيض المتوسط.
كما أكد رؤساء أركان القوات المسلحة لثمان دول أعضاء في المبادرة، وهي فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطة وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا، أو ممثلوهم، استمرارية وفعالية أنشطة التعاون لبلوغ الأهداف المنشودة وفقا لقدرات كل بلد عضو، طبقا لمبادئ “التطوع والبراغماتية والتوافق”.
ودعا الإعلان المشترك إلى العمل من أجل استدامة التعاون على مستوى الركائز الأربع الرئيسية، التي تتمثل في المجالات المتعلقة بالمراقبة البحرية، والأمن الجوي، ومساهمة القوات المسلحة في تدبير الكوارث الكبرى، وكذا البحث الأكاديمي والتكوين.
ويتعلق الأمر أيضا بـ “مواصلة توسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام مشترك مثل القوات الخاصة والأمن السيبراني والطائرات الم سيرة ومكافحة الإرهاب والبحث والإنقاذ والذكاء الاصطناعي وإزالة الألغام لأغراض إنسانية ومكافحة الأجهزة المتفجرة المرتجلة (C-IED)، والدعم الطبي العسكري، والتعاون المدني-العسكري (CIMIC)، ومكافحة التلوث البحري والتحديات الأمنية الناجمة عن التغيرات المناخية”.
وأوصت الدول الأعضاء أيضا “بالإبقاء على إجراء التدريبات العملية والواقعية”، ولا سيما “SEABORDER” و “CIRCAETE”، وتلك المتعلقة بعمليات البحث والإنقاذ، وتشجيع تقاسم التجربة المستفادة من هذه الأنشطة من أجل تعزيز قابلية التشغيل المشترك بين القوات المسلحة للدول الأعضاء.
وفي السياق نفسه، دعا الإعلان المشترك، إلى تشجيع تبادل الخبرات المكتسبة من قبل القوات المسلحة خلال مشاركتها، دعما للسلطات المدنية في تدبير الكوارث الطبيعية الكبرى، والجوائح والأوبئة.
ومن جهة أخرى، أشادت الدول الأعضاء بالجهود التي تبذلها مجموعة “5+5 دفاع”، وبأهمية المواضيع المختارة والمتعلقة بالأمن والدفاع، وكذا الجهود التي يبذلها المركز الأوروبي-المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية (CEMRES)، والرامية إلى تعميق التفكير والتحليل، من أجل فهم أفضل لمواضيع الأحداث الراهنة، المرتبطة بالأمن المشترك.
وفي هذا الصدد، تشجع الدول الأعضاء، التعاون الذي انطلق بين مجموعة “5+5 دفاع” والمركز الأوروبي-المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، من أجل تحسين التكوين والبحث ضمن مبادرة “5+5 دفاع”.
ومن جهة أخرى، أشاد الإعلان، بإطلاق منتدى “5+5 سيبر”، الذي سيمكن من خلال مشاركة فعالة، من تجويد تبادل المعلومات والخبرات بين الدول الأعضاء في المبادرة، في مجال الدفاع السيبراني.
كما يدعم رؤساء أركان الدول الأعضاء، أو ممثلوهم، مواصلة عمل مركز المبادرة للتدريب حول إزالة الألغام لأغراض إنسانية (5+5 TCHD)، ويشجعون على برمجة أنشطة في هذا المجال ضمن خطط العمل المستقبلية.
وأكدوا، أيضا على أهمية تبادل المعلومات بين القوات البحرية للدول الأعضاء، من خلال شبكة المركز الافتراضي الإقليمي للتحكم في الحركة البحرية (V-RMTC)، الذي يساهم في معرفة أفضل للحالة البحرية، وكذا أهمية الموقع الإلكتروني لمبادرة “5+5 دفاع”، مع تشجيع جهوده كمنصة لتبادل معلومات محينة، وكأداة لإشعاع المبادرة.
وأوصى الإعلان المشترك أيضا بتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين وأخذه بعين الاعتبار داخل القوات المسلحة للدول الأعضاء في مبادرة “5 +5 دفاع”، مع التأكيد على الدور المهم للمرأة في الوقاية من النزاعات وتسويتها إلى جانب توطيد السلم.
ويحث الإعلان على عقد اجتماعات لرؤساء الأركان الجوية ورؤساء الأركان البحرية، وكذا اجتماعات لرؤساء مصالح الصحة العسكرية بغية تعزيز التفاهم المتبادل، ودراسة إمكانية إحداث مركز أمني متخصص لتبادل المعلومات بين دول 5+5 في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي الختام جدد الإعلان المشترك التأكيد على الالتزام الجماعي من أجل استدامة مبادرة “5 + 5دفاع”، التي تعد “فضاء للتبادل والتشاور والتفاهم متعدد الأطراف، بما يمكن من التصدي المشترك للتحديات الإقليمية والمحافظة على السلام والأمن والاستقرار في غرب البحر الأبيض المتوسط”.
وقد وافق رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء في مبادرة “5 + 5 دفاع” (فرنسا – إيطاليا – ليبيا – مالطا – موريتانيا – المغرب – البرتغال وإسبانيا) أو ممثلوهم على التوصية بادراج هذه التوصيات ضمن الإعلان المشترك الذي سيصدر عقب الاجتماع الثامن عشر لوزراء دفاع الدول الأعضاء، المزمع عقده في 16 دجنبر 2022 بالرباط.