يوما عن يوم يكتشف العالم، وخصوصا المهتمين، أن ما يسمى المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف من قبل جبهة البوليساريو وما يصلها من مخصصات جزائرية ثابتة، ما هي سوى وسيلة لاغتناء قيادة المرتزقة ومن يدور في فلكهم، حيث يقدمون أنفسهم لبسطاء الصحراويين المحتجزين على أنهم « مكافحين » بينما أبناؤهم وزوجاتهم وعشيقاتهم يعيشون بحبوحة العيش في دول العالم.
من آخر ما تم الكشف عنه في هذا المضمار، أن ما يسمى وزير خارجية الجمهورية الافتراضية لجبهة البوليساريو، محمد ولد سالم ولد السالك واسمه الحقيقي محمد سالم عبد الصمد، افتتح مصحة ضخمة في الإكوادور، مسجلة في اسمه نجله، مما دفع العديد من المحتجزين إلى التساؤل: أين تذهب أموال الجزائريين؟ وقال منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف « أموال الجزائريين تتدفق على مخيمات تندوف، ليس للصحراويين البسطاء، بل لسواد عيون قيادة البوليساريو المدللة، فأين تذهب تلك الأموال ؟؟! ».
ويأتي افتتاح مصحة من الطراز الرفيع لنجل ما يسمى وزير الخارجية، تعاني المخيمات من خصاص فظيع في كل مستلزمات الحياة، حيث لا يسمح للساكنة بمغادرة المخيمات لتلقي العلاج، وفي الوقت الذي تم استبدال سيارات الإسعاف بسيارات عادية متهالكة يسقط على رؤوس الجميع خبر مصحة ابن القيادي في جبهة البوليساريو.
ما قام به محمد سالم عبد الصمد يعتبر خيانة لسكان المخيمات المقهورين، ونوعا من تبييض الأموال، التي يتبرع بها النظام العسكري الجزائري لفائدة قادة المرتزقة، وكان ما يسمى وزير خارجية المرتزقة قد افتتح مصحة مماثلة بباناما، التي تعتبر قبلة للتهربين من الرصد الضريبي، وفي الوقت الذي يقوم فيه النظام بمنح الأموال للمرتزقة التي بواسطتها تم افتتاح مصحتين كبيرتين يعاني النظام الجزائري من نظام صحي متدهور عجز عن تأمين تغطية صحية للجزائريين.
وفي هذا الشأن قال منتدى الصحراويين لدعم الحكم الذاتي بمخميات تندوف، « وزير خارجية البوليساريو يفتح لابنه المدلل مصحة من الطراز الرفيع وبأحدث التقنيات في المجال. كما أن نفس الشخص يملك مصحة أخرى بدولة ، فمن أين له بكل تلك الاموال والامكانيات لانجاز هذه المشاريع الضخمة التي يعجز عن إنجازها كبار الأثرياء .
طبعا، من أموال المساعدات الانسانية لساكنة المخيمات، وتلك الاجهزة الطبية التي تمنح كهبات للمخيمات، فيتم تهريبها الى الخارج، تباع او تنقل الى مشاريعهم الخاصة بوسائل غير مشروعة وعن طريق شركات وهمية، تابعة لقيادة البوليساريو.
لا تستغربوا هذه هي عصابة البوليساريو ، تستغفل الصحراويين ، وتتاجر بمعاناتهم، بينما تكدس الأموال في الحسابات بالخارج، وتبني المنازل الفاخرة، وتؤسس لمشاريع ضخمة تضمن مستقبلها ومستقبل أبناءها، بينما يراد للصحراويين أن يبقوا رهيني مخيمات الذل ».
وكانت منظمات دولية وفعاليات سياسية ومدنية كشفت عبر تقارير ميدانية عن عن تهريب شحنات كبيرة من المساعدات الإنسانية كانت موجهة لمخيمات تندوف، وهو ما اعتبرته المنظمات فضيحة سياسية، خصوصا وأن الوضع الاجتماعي في المخيمات مؤسف للغاية.
وكشف نشطاء معارضون لقيادة الجبهة عن سرقة المساعدات الإنسانية بالمخيمات، حيث يتم تهريبها وبيعها في السوق السوداء بالجزائر أو يتم بيعها في موريتانيا، وتخرج الشاحنات من مخيم الرابوني.
وكان أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، حذّر، من خلال تقريره المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اختلاس قيادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية والمالية الموجهة في الأصل للمحتجزين في مخيمات تندوف.
والسؤال اليوم: هل عجزت المنظمات الدولية في إقرار تحقيق دولي في تهريب أموال الإعانات التي ينهبها البوليساريو؟