اجتياح مليلية | خُطّط لها منذ حوالي شهر واتخذت الجزائر محطة للعبور.. شهادات مهاجرين تكشف خبايا العملية !

رغم جميع محاولات العبور غير النظامية، لم يقم المهاجرون قط بعبور قسري بمثل هذه الضخامة والعنف، مثل ما شهدته مدينة مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو 2022.
وحسب ما تم رصده، تجمع حوالي 2000 مهاجر غير شرعي من جنوب الصحراء لعبور الحدود بين الناظور ومليلية، مدججين بالهراوات والأسلحة البيضاء، الشيء الذي أسفر عن خسائر بشرية وعشرات الإصابات، سواء في صفوف المهاجمين أو رجال الشرطة.
الحصيلة التي تم تسجيلها خلال عملية الإقتحام هي الأكثر دموية على الإطلاق، حيث ما لا يقل عن 23 مهاجرا لقوا مصرعهم فيما أصيب أزيد من 140 شرطي بجروح متفاوتة الخطورة.
كان سامي ومحمد وعبد الله وموسى من بين المهاجرين الأكثر حظاً، إذ أنه رغم بشاعة وقساوة الإقتحام الذي شاركو به، تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، إلا أنهم الآن يطلبون يد المساعدة، بالعاصمة الرباط.
جاءوا إلى العاصمة من مختلف المدن المغربية التي نقلتهم إليها السلطات، في أعقاب سياسة تشتيت مهاجري البلدان المغاربية. ما زالوا يعانون من الكدمات والضمادات على رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم، وقد اقتربوا من مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم، بحثًا عن إجابات، ليخبروا وكالة الانباء الإسبانية EFE عن الذل والألم والموت الذي صاحب رحلتهم التي تبلغ 5000 كيلومتر نحو المغرب وهدفهم الوحيد والاوحد : العبور إلى أوروبا.
سامي ، 16 سنة، من السودان:
غادر سامي من شرق السودان ووصل إلى المغرب عام 2020 بعد مروره بليبيا وتونس والجزائر. خلال رحلته هذه، أمضى أربعة أشهر في سجن ليبي. عام 2021، كسر ذراعه أثناء محاولته تسلق سور سبتة، وفي محاولة ثانية حصل على ندبة على طول ساقه، إلا أن هذا الأمر لم يمنعه ​​من المحاولة مرة أخرى، يوم الجمعة الماضية، بل أكد أنه لن يتخلى عن ذلك.
موسى ، 15 سنة ، السودان:
في سن 13 فقط، غادر موسى الخرطوم وعبر تشاد وليبيا وتونس والجزائر، قبل أن يصل إلى المغرب في نوفمبر 2021. أمضى ستة أشهر في سجن أبو سليم بطرابلس، مشاركاً زنزانةً مع 900 شخص.
للخروج من هذا الأخير، دفع أحد أصدقائه مبلغاً مالياً للشرطة، ثم اضطر لدفع 200 يورو مقابل الانتقال من الجزائر إلى المغرب. ومن هناك توجه إلى الرباط حيث كان يتسول في الشوارع.
حسب أقواله، كان يوم الجمعة الماضي المرة الأولى التي حاول فيها العبور إلى إسبانيا، وحسب أقواله : “قال لي أحدهم عبر الهاتف أنه ستكون هناك محاولة عبور ثم ذهبنا إلى بركان “، وهي بلدة تقع شرق الناظور، على الحدود مع مليلية. “بدأنا التحرك يوم الجمعة في الواحدة صباحا ومشينا طوال الليل حتى وصلنا إلى السياج”. كان طريقاً “لا عودة فيه إلى الوراء”.
عبد الله ، 18 عامًا، إريتريا:
غادر عبد الله إريتريا سنة 2014 هربًا من الخدمة العسكرية. تم الإلقاء به في سجن ليبي كان حراسه يقتلون السجناء. بعد أن رشى الحراس للخروج، لانه حسب أقواله “لا حياة” داخل السجن، دفع 50 يورو للدخول إلى الجزائر، ثم 200 يورو للدخول إلى المغرب.
خلال عام واحد، حاول عبد الله العبور إلى إسبانيا تسع مرات. وقبل 20 يومًا من الواقعة، أخبره أحدهم أن هنالك محاولة إجتياح قيد التخطيط. وحسب أقواله، تعرض يوم الجمعة الماضي للغاز المسيل للدموع الذي اطلقته الشرطة الإسبانية والمغربية، وشهد كيف سُحق شخص حتى الموت بسبب التدافع الذي طرأ على السياج.
محمد إسماعيل عبد الله، 21 عامًا، السودان:
مجرد ذكر كلمة إسبانيا يضيء وجه محمد إسماعيل عبد الله. وصل إلى المغرب من السودان، عبر تشاد والنيجر والجزائر، و يدعي أنه تم إخباره عن “الرئيس” في البلد الأخير. دفع له 200 يورو للعبور إلى المغرب، على حد قوله، وبدأ في البحث عن وسيلة للوصول إلى إسبانيا. في 15 ماي، علم أنه يتم تنظيم اجتياح وقرر الانضمام إليه.
ما نستنتجه من الإفادات الأربعة أن المهاجرين الذين شاركوا في الاعتداء على سياج مليلية أكدوا أنهم وصلوا إلى المغرب عبر الجزائر، ما يعزز فرضية تسلل مئات المهاجرين إلى التراب المغربي بواسطة شبكات تهجير جزائرية تتقاضى أموالا طائلة لتهريب المهاجرين الحالمين بالهجرة لأوروبا عبر معبري مليلة وسبتة المحتلتين.

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

تعبئة متواصلة لمراقبة الأسعار وتتبع تموين الأسواق بإقليم ميدلت

26 فبراير 2023

ورزازات.. دعوة إلى السفر في قلب الصحراء

26 فبراير 2023

الاتحاد البرلماني العربي ينتفض بوجه نظيره الأوروبي رافضا نهج الوصاية والاستعلاء اتجاه عدد من الدول العربية

26 فبراير 2023

شركة إسرائيلية متخصصة في تقنية الري بالتنقيط تفتح ثاني مصنع لها بالمغرب