خبايا وأسرار الانتصار المخابراتي المغربي … هكذا تم اختراق جدار الصمت

نحن أمام اختراق مغربي لا سابق له، نعم انتصار على الخصوم وتسجيل أكثر من هدف في شباكهم.

نحن أمام جدار قوي لأجهزة مغربية محترفة وذات كفاءة عالية استطاعت أن تسير بانتصاراتها نحو تحرير المغرب كاملا من التبعية ومن الحدود الموروثة عن الاستعمار.

بحنكتها واحترافيتها استطاعت أن تخترق جدار الصمت الذي طال خمسين سنة وتعيد الأمور إلى نصابها ليصبح جهاز « الديستي » و معه عبد اللطيف حموشي علامة فارقة في إعادة رسم خريطة المنطقة، وتفكيك معادلة مؤتمر الجزيرة الخضراء.

ثارت ثائرة الدولة الفرنسية العميقة خلال الأشهر الأخيرة بعد النجاح الباهر الذي حققته المملكة، في خلط الأوراق التي لطالما وظفتها باريس كثيرا في محاولاتها البائسة لإبتزاز المغرب.

كيف لا، وقد نجحت المخابرات المغربية لأول مرة، في إخراج إسبانيا من معادلة مؤتمر الجزيرة الخضراء، والذي أفرز مؤامرة التقسيم الكولونيالي للمغرب.

هاجمت أقلام الدولة الفرنسية العميقة، إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط لطي ملف الصحراء المغربية، هذا الهجوم الذي جاء بصيغة غير مباشرة، لكنها قوية و منظمة لتعكس حجم النكبة الفرنسية، فقد اتفقت الصحف المأجورة داخل فرنسا وأذرعها الخارجية على موضوع واحد « تهمة البيغاسوس »، التي تم توجيهها إلى المخابرات المغربية، متهمين إياها بتوظيف البرنامج الإسرائيلي للتجسس على الحكومة الإسبانية، في محاولة لدق الأسافين بين الرباط و مدريد، و ربً ضارة نافعة، فمن كان يظن أن تخرج المخابرات الإسبانية للدفاع عن نظيرتها المغربية، فقبل أيام قليلة استبعد جهاز الاستخبارات الإسباني، أي دور مغربي في التجسس على هاتف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وبحسب صحيفة « إلكونفيدناشال »، فإن تحقيقات الاستخبارات الإسبانية توصلت إلى أن سانشيز لم يتعرض لأي قرصنة، كما استبعدت فرضية أن يكون رئيس الوزراء قد تعرض لابتزاز مغربي لتغيير موقف بلاده تجاه قضية الصحراء.

خطوة المخابرات الإسبانية بتبرئة ذمة المخابرات المغربية جاءت كعلامة فارقة، لتؤشر على محورين أساسيين سيطبعان معالم المرحلة المقبلة، أولا تحالف أمني مغربي إسباني، وتوحيد للجهود بين الدولتين للتصدي للتحديات الأمنية المشتركة على رأسها مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار في البشر وغسيل الأموال والجريمة السيبرانية.

ولعل زيارة وزير الداخلية المغربي لإسبانيا و بعدها زيارة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني خلال الأيام القليلة الماضية لها، أكبر دليل على أن التنسيق الأمني و الإستخباراتي بين المملكتين قد بلغ مداه، في إشارة واضحة إلى التحالف الإستخباراتي الجديد غرب المتوسط.

والمحور الثاني، الذي سيطبع المرحلة المقبلة هو أن أي محاولة للمساس بسمعة « ديستي »، سيقابله رد قوي وحازم من قبل المخابرات والقضاء الإسباني، فالعمل الأمني المشترك بين المغرب واسبانيا يقتضي تنسيق المواقف والرؤى وردود الأفعال، والتصدي لأي محاولات للتشويش على هذا التحالف الأمني، لذلك فإن المخابرات الاسبانية وفي إطار شراكتها الإستراتيجية مع نظيرتها المغربية لن تقبل المساس بسمعة « الديستي » خصوصا من قبل الأذرع الفرنسية، من صحف ومنظمات ولوبيات الدولة العميقة، وعليه فإن خطوة المخابرات الإسبانية بتبرئة المغرب من تهمة التجسس على هاتف سانشيز يعد أول رد فعل في إطار هذا التحالف الجديد.

وبين هذا وذاك، فإن الإشارة بأصابع الاتهام من قبل الأذرع الفرنسية إلى الـ »ديستي » بتوظيف برنامج بيغاسوس للتجسس على هاتف سانشيز، يعد دليلا قاطعا على أن أكبر مشاكل فرنسا الحالية توجد مع المخابرات المغربية، وبالتحديد جهاز « ديستي » لأنها تعتبره نقطة قوة المغرب في مواجهة خصومه، وورقته الرابحة في جميع المعارك التي خاضها مؤخرا، لذلك فمدافع فرنسا تركز قوتها النارية على المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وعلى رأسها عبد اللطيف حموشي، المدير العام الذي لم يسلم منذ بزوغ نجمه، من محاولات حثيثة لتشويه سمعته، والإساءة إليه من قبل مرتزقة الخارج من عملاء و خارجين عن القانون.

جهاز الديستي سجل العديد من الأهداف في مرمى فرنسا، وحتى أثناء عمله على تفكيك خيوط قضية بن بطوش فقد كان يوقن تمام اليقين، أن المتضرر الأكبر من كشف ملابسات العملية لن تكون اسبانيا وإنما الدولة الفرنسية، لأن مصالح باريس في شمال إفريقيا أكبر بكثير من مصالح إسبانيا، خصوصا داخل الجزائر التي لازالت تعيش تحت وقع الاستعمار الفرنسي غير المباشر، لذلك فبالرغم من أن مسرح عمليات قضية بن بطوش هي اسبانيا، إلا أن مركز الغارة التي نفذتها الـ »ديستي » كان في عمق باريس.

ويكفي فقط التأمل في المكالمة الهاتفية التي جمعت بدون مناسبة يوم السبت 18 يونيو 2022، رئيس الجزائر عبد المجيد تبون والرئيس الفرنسي ماكرون، والتي جاءت كرد فعل على التقارب الأمني المغربي الإسباني، لقد كانت بحق دليلا قاطعا على أن تحركات المخابرات المغربية في الشهور الأخيرة، قد ضربت بقوة مصالح وأطماع ومخططات الدولة الفرنسية العميقة.

 نبوغ إستخباراتي للديستي وضربات ناجحة، لاقت الإشادة الدولية من قبل أعرق وأقوى أجهزة الأمن والمخابرات في العالم، كان آخرها إجتماع حموشي في الولايات المتحدة الاميركية بكبار مسؤوليها الأمنيين، على رأسهم قادة أجهزة « سي آي آي » و « الإف بي آي »، و لعل العبرة هنا تكون واضحة ليس فقط للدولة الفرنسية، وإنما أيضا لتلك النخبة من المغاربة المتشبعين بالفكر الفرنكوفوني أكثر من الفرنكوفونيين أنفسهم..

تخلصوا من ذلك الحاجز النفسي ومركب النقص، ومن تغليب المصالح الشخصية على مصالح الوطن، لقد تغير الوضع عن الماضي، اعتبروا من هذا الرجل القادم من بين ضلوع أبناء الشعب المغربي، عبد اللطيف حموشي، الرجل الإنسان الذي آمن بقوة أمته وناضل لإعلاء كلمتها بين كبار الأمم، و جعل اجهزتها الأمنية والإستخباراتية مفخرة يتباهى بها المغاربة أمام العالم

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

تعبئة متواصلة لمراقبة الأسعار وتتبع تموين الأسواق بإقليم ميدلت

26 فبراير 2023

ورزازات.. دعوة إلى السفر في قلب الصحراء

26 فبراير 2023

الاتحاد البرلماني العربي ينتفض بوجه نظيره الأوروبي رافضا نهج الوصاية والاستعلاء اتجاه عدد من الدول العربية

26 فبراير 2023

شركة إسرائيلية متخصصة في تقنية الري بالتنقيط تفتح ثاني مصنع لها بالمغرب