واشنطن: تذكير العسكر الجزائري بالدعم المغربي إبان مرحلة الاستعمار

ذكّرت ندوة عقدت أمس بواشنطن، الجزائر بالدور الهام الذي لعبه المغرب حتى تنال هذه المستعمرة الفرنسية استقلالها، حيث شكل المغرب ملجئا للمقاومين الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي وقام المغرب بانتظام بتقديم الأسلحة والمعدات للجزائر لدعم نضالها من اجل التحرر، قبل أن تتنكر « بلاد العسكر » لكل هذه التضحيات الجسام وتعاكس وحدته الترابية.

وتم تسليط الضوء، خلال ندوة انعقدت أمس الأربعاء بواشنطن، على دور المغرب في نضال الشعوب الإفريقية من أجل الاستقلال، وتضامنه مع حركات التحرير في القارة. وانعقدت هذه الندوة تحت شعار « المغرب وحركات التحرير الإفريقية.. تاريخ مشترك »، بمبادرة من سفارة المملكة في العاصمة الفيدرالية الأمريكية، بمناسبة الاحتفال ب »يوم إفريقيا » العالمي.

ويشكل هذا الحدث، الذي يصادف تاريخ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963 (الاتحاد الإفريقي حاليا)، مناسبة سنوية للوقوف عند إنجازات القارة والتحديات التي تواجهها.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح أستاذ الدراسات العربية بجامعة وليام وماري، ادريس الشرقاوي، أن انتصار المقاومين المغاربة على الجيش الاستعماري الإسباني في معركة أنوال سنة 1921، كان بمثابة مصدر إلهام لحركات التحرير في إفريقيا وغيرها من المناطق.

وأشار الشرقاوي إلى أن « المقاومة المغربية أظهرت للعالم كيفية التصدي للاستعمار بطريقة جد فعالة »، مسلطا الضوء على الدور المتبصر لجلالة المغفور له محمد الخامس في حركة التحرير في كل من المغرب وإفريقيا.

وقال « إن الفرنسيين قاموا بنفي جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدغشقر لأنه كان مدافعا قويا عن الاستقلال، ورمزا للوحدة والتضامن ضد الإمبريالية ».

 وأضاف أن « المغرب قدم، قبل وأثناء وبعد نضاله من أجل الاستقلال، الدعم الدبلوماسي والعسكري والمعنوي للشعوب الإفريقية التي كانت تكافح ضد نير الاستعمار »، مشيرا إلى أنه خلال حرب التحرير الجزائرية، شكل المغرب ملجئا للمقاومين الجزائريين، وقام بانتظام بتقديم الأسلحة والمعدات للجزائر لدعم نضالها من أجل التحرر. وسجل أيضا أن وسائل الإعلام المغربية كانت تبث رسائل دعم للجزائر لحشد الحماس الشعبي.

وتابع الشرقاوي أن المغرب أرسل سنة 1960 قوات في إطار بعثة للأمم المتحدة لإخراج الجيش البلجيكي من جمهورية الكونغو إثر حصولها على استقلالها، مذكرا بأن المملكة احتضنت، في العام الموالي، المؤتمر الدولي الأول للدول الإفريقية المستقلة، التي ستصبح في ما بعد « مجموعة الدار البيضاء ».

وأكد أن إفريقيا لطالما تبوأت مكانة مركزية في السياسة الخارجية للمملكة، مبرزا أن المغرب بات اليوم، بفضل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مدافعا أساسيا عن السلام والأمن والاستقرار في القارة.

من جهته، أبرز الصحفي ومسؤول النشر بمجلة (الكيبولان)، عبد الرشيد أبو بكر، أن « حركة التحرير المغربية ركزت على الوحدة ضد الإمبريالية »، مشيرا إلى أنه عقب حصول المملكة على استقلالها سنة 1956، عزز الشعب المغربي دعمه لحركات التحرير في باقي بلدان القارة.

وقال « إن هذه السمات حاضرة في كل حركات تحرر الشعوب الإفريقية، وهذا ما حدث من المغرب إلى جنوب إفريقيا، مرورا بنيجيريا »، مشيرا إلى أن المملكة أصبحت بعد ذلك من بين أكبر المستثمرين في القارة الإفريقية.

من جانبه، أجرى نائب رئيس برنامج تنمية المراكز الوطنية للمؤسسات والبدائل، الإمام إيرل الأمين، مقارنة بين حركات التحرير في إفريقيا والولايات المتحدة، خاصة داخل المجتمع الأفرو أمريكي.

 وأوضح الإمام أنه اعتنق الإسلام في خضم حركة الحقوق المدنية، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي يدافع عن القيم التي يثمنها مجتمع السود. وقال « إن الأمر المهم الذي كان يتردد في نفوس كل هؤلاء العبيد الذين تم نقلهم من إفريقيا إلى أمريكا هو تطلعهم إلى الحرية والعدالة والمساواة 

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

تعبئة متواصلة لمراقبة الأسعار وتتبع تموين الأسواق بإقليم ميدلت

26 فبراير 2023

ورزازات.. دعوة إلى السفر في قلب الصحراء

26 فبراير 2023

الاتحاد البرلماني العربي ينتفض بوجه نظيره الأوروبي رافضا نهج الوصاية والاستعلاء اتجاه عدد من الدول العربية

26 فبراير 2023

شركة إسرائيلية متخصصة في تقنية الري بالتنقيط تفتح ثاني مصنع لها بالمغرب