قال رئيس أساقفة الرباط، الكاردينال كريستوبال لوبيث روميرو، إن المغرب نموذج يحتذى في مجال الحوار بين الأديان، مشيدا بمساهمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خلق فضاء واسع لتعزيز الحوار بين الديانات. وأضاف لوبيث روميرو، أن « هناك فضاء للحوار ساهم في إرسائه جلالة الملك »، لافتا إلى أن « المملكة بلد يمارس فيه حوار الأديان بشكل يومي وعلى مدار العام « .
وأشار رئيس أساقفة الرباط إلى وجود مؤسسات مغربية تعمل على تعزيز الحوار بين الأديان، لا سيما بين المسلمين والمسيحيين، في إطار مناخ مناسب للعيش المشترك ضمن بيئة تسود فيها روح الصداقة والأخوة »، معتبرا ذلك » أمرا إيجابيا للغاية يمنح لنا فرصة العيش بسلام ووئام هنا على أرض المغرب ».
وفي هذا السياق، ذكر الكاردينال كريستوبال لوبيث روميرو بمضامين الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي خصصه جلالته يوم 30 أبريل 2019، لقداسة البابا فرانسيس، بباحة مسجد حسان بالرباط، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها البابا للمملكة، وخاصة ما جاء فيه من تأكيد أن » الديانات السماوية الثلاث لم توجد للتسامح في ما بينها، لا إجباريا كقدر محتوم، ولا اختياريا من باب المجاملة؛ بل وجدت للانفتاح على بعضها البعض، وللتعارف في ما بينها، في سعي دائم للخير المتبادل « .
وفي معرض رده على سؤال حول رمزية حضور ممثلي الأديان الثلاثة لوجبات الإفطار الرمضانية، ومساهمة ذلك في تكريس الحوار بين الأديان، لفت المتحدث إلى أن شهر رمضان يعتبر فرصة سانحة لتكثيف اللقاءات ونسج عرى الصداقات، مضيفا أنه » خلال هذا الشهر يحيي المسلمون شعائرهم الدينية في أجواء تتسم بروح الأخوة والمودة « .
واعتبر أنه بحلول هذا الشهر تكون المناسبة مواتية لتنظيم أنشطة ولقاءات عدة، إذ تشهد حضور ممثلين عن الديانات السماوية الثلاث (حاخام وكاهن وإمام) قصد تبادل وجهات نظرهم المختلفة بخصوص الواقع الحالي، و » هو ما يعكس الحوار القائم بين أتباع الأديان السماوية الثلاث. وتابع رئيس أساقفة الرباط أن رؤية هذه الصور الثلاث لممثلي الديانات السماوية لشيء في غاية الأهمية لتعزيز الحوار والتعايش المشترك والانفتاح وإذكاء حس التعارف والتلاقي.
وفي ما يتعلق بالأسس والمرتكزات التي ينبني عليها الحوار بين الأديان، أبرز السيد لوبيث روميرو، أن هاته الأسس تتجلى » أساسا في الأخوة العالمية (..) » ، معتبرا أن » الحوار ينطلق من مسلمة مفادها أننا معشر الإنس سواسية، لا فضل لأحد على الآخر، وكلنا إخوة في الإنسانية وأن العالم بيت للجميع « .
كما شدد على ضرورة إرساء دعائم الحوار بين كافة أتباع الأديان والأعراق والحضارات الأخرى لأنه السبيل الأوحد لنشر قيم التسامح والعيش المشترك. وخلص إلى أن الأخوة والصداقة والحرية والمساواة بين بني الإنسان، تعتبر من أهم المرتكزات التي ينبني عليها الحوار بين الأديان.