اعتبر الحسين إدواردز، الخبير السياسي والمختص في القضايا الإفريقية، المقيم ببروكسيل، أن المغرب في النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، كما هو الشأن بالنسبة لأزمات ظرفية أخرى بين الدول، لطالما اتخذ موقفا حكيما ومتوازنا.
وقال الخبير السياسي إن “موقف المملكة ليس معطى جديدا، ما دامت الدبلوماسية المغربية اتسمت دائما بالثبات والإبقاء على المسافة”، مبرزا أن هذا الموقف لا يغير بأي حال من الأحوال متانة التحالفات الاستراتيجية التاريخية ومتعددة الأبعاد للمملكة.
واستحضر الخبير الإفريقي، الذي استفسرته وكالة المغرب العربي للأنباء حول عدم مشاركة المغرب في التصويت على قرار روسيا بالأمم المتحدة، الدينامية والبراغماتية التي تطبع الدبلوماسية المغربية اليوم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف “لاحظنا ذلك خلال عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، الدور المهم الذي يضطلع به في الوضع بليبيا، موقفه البناء خلال النزاع بين قطر وأشقائها في الخليج، وإعادة ربط العلاقات مع إسرائيل في خدمة السلام”.
وأشار إلى أن موقف المغرب في النزاع الروسي-الأوكراني يستند بالتالي على المصالح والمبادئ، مسجلا أن عدم المشاركة في تصويت الجمعية العامة لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيره على أنه اختلال استراتيجي.
وأبرز أنه ليس موقفا ضد القانون الدولي، ولا ضد احترام الوحدة الترابية للدول، بل على العكس من ذلك، مشددا على حقيقة أن المغرب يعتبر فاعلا في السلام ويتمسك بمبدأ التسوية السلمية للنزاعات.
وأشار إلى أنه في مثل هذا الوضع، يتجدد التأكيد على الحس الإنساني للمغرب ويتجسد من خلال إجراءات ملموسة، مستشهدا بمختلف مهام المملكة ومبادراتها الإنسانية تجاه الساكنة التي تعاني من ويلات النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية عبر جميع أرجاء المعمور.
وقال إن المغرب سيساهم، أيضا، في الجهود الإنسانية للمجتمع الدولي من أجل التعامل مع تداعيات هذا النزاع.