قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله إنه يفترض في النظام الجزائري البحث عن خيار آخر غير التصعيد مع المغرب، والتذرع بشعارات فارغة عفى عليها الزمن، من نوع العلاقات القائمة بين المملكة المغربية وإسرائيل، وهي علاقات علنية ومعروفة وغير موجهة ضد الجزائر بأي شكل.
وأبرز الكاتب الصحفي اللبناني، في مقال نشرته جريدة “النهار العربي” اللبنانية اليوم الأربعاء، أن المغرب “قدم كل الخدمات التي يستطيع تقديمها من أجل خدمة القضية الفلسطينية، وهذا ما يعرفه الفلسطينيون قبل غيرهم”، مضيفا أن “كل ما يفعله المغرب، إنما يفعله على نحو مكشوف، ولم يستقبل أي مسؤول إسرائيلي في السر، أكثر من ذلك، شارك عسكريا في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة السورية، حيث روت دماء العسكريين المغاربة أرض هضبة الجولان المحتلة”.
وأكد أنه “بدل التصعيد مع المغرب لأسباب واهية، تعبر عن عقدة عميقة تجاه الدولة الجارة وشعبها، لدى النظام الجزائري طريق آخر يسير فيه، طريق التصالح مع شعبه بدل متابعة الاقتصاص منه”.
ولفت الكاتب الصحفي اللبناني إلى أنه “يصعب التكهن بمدى التصعيد مع المغرب الذي يمكن أن يذهب إليه النظام الجزائري، الذي اكتشف عام 2021 إلى أي حد يعاني من الإفلاس، الذي وصل به إلى حد الاعتقاد أنه لم يعد أمامه سوى التصعيد مع المغرب، لعل وعسى يساعده ذلك في الهرب من أزمته الداخلية”. وأشار إلى أنه “في انتظار ما ستشهده سنة 2022 من تطورات، بما في ذلك انعقاد القمة العربية في الجزائر، هذا إذا توافرت الظروف التي تسمح بذلك، يظل خيار التصالح مع الشعب الجزائري الأكثر واقعية للنظام الجزائري”، مشددا على أن هذا الخيار سيغني نظام هذا البلد عن “مغامرات لا طائل منها، من نوع التقارب مع إيران التي لديها حسابات خاصة، مرتبطة بتغيير طبيعة الجزائر من الداخل، وهي حسابات مرفوضة من الجزائريين أنفسهم”.
وخلص إلى أن تصالح النظام مع الشعب الجزائري سيساعده في استيعاب أن الصحراء مغربية، وأن كل ما في الأمر أن النظام في الجزائر قرر منذ عام 1975 افتعال قضية الصحراء، ولم يكن من هدف من وراء ذلك سوى شن حرب استنزاف على المغرب.