قال سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المغرب حميد أصغر خان أن المغرب أعطى درسا بليغا في كيفية التعاطي مع شأن الهجرة ببعد إنساني واقتصادي مندمج قل نظيره.
وأبرز حميد أصغر خان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب لم يكتف بالتظلم والاحتجاج بخصوص تدفقات الهجرة بعد أن أصبح دولة استقبال وإقامة وليس دولة عبور نحو أوروبا، بل تبنى اجراءات عملية لمعالجة قضايا الهجرة بتسهيل اندماج المهاجرين في الحياة العامة عبر التكوين وتوفير فرص الشغل والاستفادة من بعض الكفاءات المهنية، وفي الوقت ذاته وفر للمهاجرين وأسرهم الولوج الى الخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة، خاصة في ظل الظرفية الوبائية الاستثنائية التي يعيش على إيقاعها العالم.
ورأى الديبلوماسي الباكستاني أن الاهتمام النموذجي للمغرب بقضايا الهجرة ومعالجتها، بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعكس تشبع المملكة بالقيم الإنسانية وبمبادئ حقوق الإنسان النبيلة وبقناعات تبلور على أرض الواقع بمقاربات لا تعتمد بالضرورة على الموارد المالية، بقدر ما تعتمد على المواقف الإنسانية والعطف الكبير الذي يكنه المغاربة لإخوانهم الأفارقة والعرب والمسلمين.
واعتبر أصغر خان أن عددا من الدول الغنية بإمكاناتها ووسائلها اللوجستية لم تستطع حل قضايا الهجرة بالطريقة الراقية التي يحل المغرب بها الإشكال، إذ أن المملكة اعتمدت على الحس الإنساني والمعرفة الدقيقة بقضايا الهجرة والإرادة الحقيقية في تحسين أوضاع المهاجرين، كما عمل المغرب ايضا على تقديم الدعم للدول المصدرة للهجرة.
وفي هذا السياق، رأى الديبلوماسي الباكستاني أن المملكة فتحت باب التكوين أمام مختلف الفئات المهاجرة، وهي طريقة “إنسانية ذكية” لتسهيل اندماج المهاجرين في الحياة الاقتصادية، ولم لا إفادتهم في حال العودة الى بلدانهم الأصلية والمساهمة في التنمية التي تحتاجها فعلا القارة الإفريقية لحل المشاكل الاجتماعية المتراكمة.
وخلص أصغر خان الى أن المغرب يقدم الحلول العملية في كل القضايا ذات الأولوية، ويجتهد ويثابر حتى تعيش القارة الأفريقية والمنطقة المتوسطية في أمن واستقرار وتعايش وتسامح وازدهار.