أكد المشاركون في ندوة نظمت اليوم الأربعاء بالرباط، أن جائحة كوفيد-19 ساهمت في تسريع وتيرة الولوج إلى العالم الرقمي.
وشددوا خلال هذه الندوة التي نظمتها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، حول موضوع “التحول الرقمي والتحديات السوسيو اقتصادية الجديدة”، على ضرورة الإستمرار في دعم التحول الرقمي وتعزيز القدرات من أجل توفير خدمات أكثر فعالية وقوة لمواكبة التقدم التكنولوجي المسجل في هذا المجال
كما أكدوا على أهمية إطلاق مبادرات تعنى بتعزيز التنمية الرقمية في جميع القطاعات من خلال دمج المنظومات التكنولوجية وفق منظور قطاعي وجهوي ونهج مبدأ الشراكة مع الفاعلين في المجالات ذات الصلة.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية، كريمة غانم، في مداخلة في هذا الشأن، إن المغرب خطى خطوات كبيرة في مجال التحول الرقمي بعد إطلاقه لخارطة طريق تستهدف النهوض بالتنمية الرقمية في أفق 2025، لافتة إلى أن هذه الخارطة تترجم الإرادة في تسريع ورش التحول الرقمي بغاية الاستجابة للتحديات السوسيو- اقتصادية الجديدة في المغرب.
وأضافت أن جائحة كوفيد-19 سرعت التحول الرقمي ورقمنة الخدمات العمومية وتبسيط المساطر خصوصا مع تنامي الاستعمال المتزايد لشبكة الإنترنت ومنصات الهاتف المحمول، مؤكدة أن الإقتصاد الرقمي يساهم في الناتج الإجمالي بنحو 5.15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي
وأضافت أن الدراسات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية تفيد بأن التقدم على صعيد التحول الرقمي من شأنه أن يساعد على زيادة معدلات نمو التجارة الخارجية للدول النامية بنحو 5.2 نقطة مئوية خلال الفترة 2020/2030، مبرزة أن تأثير التحول الرقمي مهم من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، أبرز رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن التحول الرقمي ورش مجتمعي راهني يتعين الانخراط فيه قدما والتسلح بما يكفي من الآليات الكفيلة بإنجاحه، مضيفا أن الرقمنة منعطف جديد ومفصلي في تاريخ البشرية وثورة في تاريخ الإنسانية.
ولفت في نفس الصدد إلى أن الجائحة سرعت التحول الرقمي الذي لا يجب إغفاله، والذي قد يعتبر عائقا في وجه الدول المتقدمة والنامية على السواء، مؤكدا أنه خلال فترة الجائحة كانت هناك محطات صعبة ظهرت فيها العديد من المخاطر مثل التلوث التكنولوجي وتحويل بعض المنصات إلى فضاءات غير نافعة.
وتابع بنحمو أن من يتأخر عن قطار الرقمنة سيؤدي الثمن باهضا في المستقبل، وأن مجال الرقمنة مسار مستمر يجب التكيف معه من أجل مواجهة التحولات التي يعرفها العالم، مؤكدا في نفس السياق “أننا نعيش في بيئة متغيرة ومتطورة قد تؤدي إلى هيمنة رقمية قد تفرضها دول على أخرى”. وفي ختام هذه الندوة، أشار رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، عبد الكريم بناني، إلى أن ولوج المغرب إلى العالم الرقمي عامل أساسي ورافد حاسم لتطوير الخدمات المقدمة للمرتفقين، مؤكدا أن إنجاح مسار التحول الرقمي يبقى رهينا بتجاوز أنماط الحياة التقليدية والسلوكيات المتجاوزة التي تعيق التطور، وتحيين القوانين التي تقف حجر عثرة أمام هذا الورش المجتمعي الكبير..