تلقى خصوم الوحدة الترابية صفعة، جديدة، من قبل مجلس الأمنالدولي، الذي انتقد، ضمن تقريره الأخير، خرق اتفاق وقف إطلاق النار من طرف جبهة “البوليساريو”، ودعاها إلى الامتثال لكل القرارات الأممية الصادرة في هذا الشأن وتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها للمبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
وكأول رد رسمي مرتبك على مضامين التقرير، الذي ثمنه المغرب، رفضت وزارة الخارجية الجزائرية، أمس الأحد، الأمر الواقع واعتبرت أن التقرير “غير متوازن”.
وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد النبي صبري أن الدبلوماسية المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، “عرفت تطورات مهمة على هذا المستوى”، مبرزا أن القرار الذي صدر قبل يومين جاء نتيجة حصاد دبلوماسي كبير جدا، تحت قيادة جلالة الملك المُشرف على السياسيات الخارجية لبلادنا، وجاء ليؤكد أن المغرب أصبح يدرك جيدا محيطه بشكل أساسي، وهذا الإدراك هو الذي نسبب في إحباط خصوم المغرب”.
وشدد الاستاذ صبري، في تصريح لموقع “SNRTnews”، على أن المغرب ينتهج “دبلوماسية الفعل والنجاعة ورد الفعل في حينه لأنه أصبح مستعدا لأي احتمال”.
وأضاف صبري انه “عندما قام المغرب بتطهير معبر الكركرات من كافة العصابات المسلحة، وقام بتيسير عبور التجارة الدولية فيه، كانت الجزائر تريد الحصول على مكاسب، من حيث الإشارة إلى معبر الكركرات وملف الحقوق والحريات في الأقاليم الجنوبية، إلا أن القرار صدم الأعداء، في وقت فتحت فيه القنصليات وانطلقت استثمارات ضخمة على الأرض، وانطلق تحصين المكتسبات وفهم المحيط بكافة نجاحاته وإحباطاته”.
وتابع قائلا “المغرب مستمر في هذا المسار، أيضا، على مستوى رفع التحديات، ومواجهة الأزمات التي تحصل، فالمغرب ينحو مسارا تنمويا مهما، وهو على مستوى إفريقيا يعيش استقرارا سياسيا مؤسساتيا، ويضمن حقوق المواطنين، وبالتالي الدبلوماسية المغربية نجحت على مستوى الجوار والشراكة والتضامن، والمجتمع الدولي يدرك أن المغرب شريك موثوق به ويعيش ازدهارا تنمويا”.
من جهته، اعتبر عصام العروسي، أستاذ العلوم السياسية، أن القرار في صالح المغرب كما نعرف، مستدركا “للأسف هناك تناقض لدى الدولتين الممتنعتين (روسيا وتونس)، إلى جانب الجزائر، ففي حال عدم وجود البعثة سيتغير الوجه العام للصراع، وسيصير المكان متاحا للعشوائية من قبل البوليساريو”.
وأبرز الأستاذ العروسي، في تصريح لذات الموقع، أن التقرير في بعض الأحيان يستعمل بعض العبارات التي تعطي للطرف الآخر شرحا خاطئا، لكن “الإقرار يكرس نجاح المغرب، لأن هناك قوى وازنة وافقت عليه”.
وقال العروسي “نفهم منطق روسيا وتوجهاتها في المنطقة، لأن الصحراء المغربية تلعبها ورقة مع الجزائر في المنطقة الإفريقية، والامتناع أعتبره جيدا”، مضيفا “القرار يكرس سلسة النجاحات خصوصا تراجع كثير من الدول على الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وفشل الدبلوماسية الجزائرية على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد أن القرار جاء في سياق مجموعة من المكتسبات، منذ أكتوبر 2020، تاريخ القرار الأخير.
وتتمثل تلك المكتسبات، حسب بوريطة، في تأمين معبر الكركرات، في 13 نونبر 2020، ثم الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفتح مجموعة من القنصليات في الأقاليم الجنوبية.