* من يقدس المقبور بومدين يقدس الذين ورثوا السلطة العسكرية منه إلى اليوم :
شارك هشام عبود في ندوة رقمية حول قطع الجزائر لِعَلاقتها مع المغرب ، جمعته مع بعض المغاربة وأحد التوانسة ، واحتراما لشخص هشام عبود أعطى المشرف على إدارة هذا الحوار الكلمة الأولى لهشام عبود الذي أطال الحديث عن عصابة أولاد لحرام الحاكمة في الجزائر وبأنها تبحث دائما على طرف حتى تصرف الشعب الجزائري عن مشاكله الدخلية الخطيرة ولتضمن التفاف الشعب حولها وهي التي تفتقد للشرعية التاريخية وللشرعية الثورية وكذلك تفتقد للشرعية الشعبية من خلال المهزلة الانتخابية التي حصدتها سواءا في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية ، وكذلك اختلاق ( عدو داخلي رشاد والماك ) وعدو خارجي هو المغرب ، لأنهم في حاجة إلى عدو ….
ولما جاء دور السيد البشيرالدخيل للحديث في هذه الندوة الرقمي – وهو مغربي منشق عن البوليساريو – ما كاد أن يتناول الكلمة التي ابتدأها بذكر اسم هواري بومدين حتى انتفض هشام عبود وصاح بأعلى صوته ( هذا ليس موضوعنا ) ومنذ انتفاضة هشام عبود ضد تدخل السيد البشير الدخيل لم نعد نسمع إطلاقا ما يقول المغربي ، بل أصبحنا نسمع فقط سُعَارَ وهَيَجَانَ هشام عبود الذي يعبر تعبيراً مُخْجِلاً عن تقديس المقبور بومدين بل يعبر عن لَحْسِ التراب الذي كان يمشي عليه المقبور بومدين ، وكان هشام عبود يردد عدة مرات مسيطرا كامل السيطرة على الحديث موجها كلامه للصحراوي المغربي ( أنت قْـلَبْتِي الفِيسْتَا على بومدين ، و بومدين كان يعطيك الخبز ، بومدين كان يوكلك الخبز بومدين سيدك بومدين بومدين ) مما جعل هشام عبود أثناء فقدانه السيطرة على أعصابه مثل مخلوق يجلس على صفيحة كهربائية يقفز وينط من مكانه وكأنه دجاجة مذبوحة تتخبط في أماكن متعددة لا يمكن حصرها ، ولم نعد نحن نسمع سوى صراخ هشام عبود فقط أما الرجل الذي جاء دوره للحديث فقد اختفى صوته نهائيا بسبب سُعَارِ وهيجان هشام عبود لأنه سمع كلمة ( بومدين ) فقط ولو سمع ما قيل عن المقبور بومدين لخرج من الشاشة … لأننا لم نسمع ما قال المتحدث عن بومدين إطلاقا لأن هشام عبود لم يترك المشاهد أن يسمع شيئا عن بومدين على لسان مغربي ، فقد كان عبود متأكدا أن المغربي العائد من جحيم البوليساريو كان سَيُعَرِّي سوأة معبود هشام عبود والعياذ بالله ، وقد نجح هشام عبود في السيطرة على الميكروفون سيطرة مطلقة … ثم سرعان ما وجه كلامه لصاحب البرنامج قائلا ( إذا لم يخرج هذا الشخص أو لم تقطع صوته فأنا سأنسحب ) رددها مرتين أو ثلاث مرات ثم انسحب من الحوار….وهكذا انسحب هشام عبود ولم نسمع بقية الحوار بسبب كلمة واحدة وهي ( بومدين ) …
لم أسمع ولم أشاهد طيلة حياتي شخصا يركبه جنون التقديس والتعظيم والتمجيد بل والتماهي في مخلوق آخر كما هو في بعض المعتقدات مثل الهندوسية فيما يسمى بتناسخ الأرواح ، وقد أعطى هشام عبود مثالا صارخا على خروج المقبور بمومدين من قبره يصرخ وينتفض بيديه ورجليه مدافعا عن وجوده بأنه ( لَمْ يَمُتْ ) ، ومثل هشام عبود وما يحمل من تقديس وحلول روح بومدين في جسده يجعلنا نعيش في الخمسينيات والستنيات والسبعينيات من القرن الماضي وبأننا لا نمت بصلة للقرن الواحد وعشرين إلا بالجسد المحنط ….
كنت ولا أزال أردد أن الشعب الجزائري إذا لم يدفن إلى الأبد مؤسس سلالة مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر وهو المقبور بومدين فإننا لن نتحرك مطلقا من مكاننا المتخلف جدا حضاريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، فطالما يوجد بيننا ( شعب بومدين الحلوف ) في الداخل والخارج ( وبهذه الحادثة أكد هشام عبود أنه نموذج صارخ لشعب بومدين الحلوف في الخارج ) ، أقول : إذا لم ندفن إلى الأبد مؤسس سلالة مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر المقبور بومدين فإننا لن نستطيع أن نتغلب على العصابة العسكرية المجرمة التي تحكمنا اليوم والتي هي من المؤكد أنها من السلالة التي أسسها المقبور بومدين مع الجنرال دوغول أثناء عملية خنق ثورة فاتح نوفمبر 1954 بقبول المقبور بومدين الاستقلال المزور حسب شروط 19 مارس 1962 وهي الجملة المكتوبة في ورقة الاستفتاء على استقلال الجزائر حينما اختار الجنرال دوغول من الجزائريين شخصا لم يطلق ولو رصاصة واحدة ضد المستعمر الفرنسي وهذا بشهادة الفرنسيين ، كما اختار دوغول الرجل الأكثر ولاءا لفرنسا وأكبر خائن للشعب الجزائري الأكثر كراهية لهذا الشعب وهو المقبور بومدين ليتفق معه على الاستقلال الذي يضمن لفرنسا عدم قطع حبل الاستعمار عن دويلة الجزائر التابعة إلى يوم القيامة إلى فرنسا ، وستبقى هذه العصابة تحكمنا طالما يوجد بيننا الذين لا يزالون يقدسون المقبور بومدين ، سنبقى في حضيض التخلف إلى الأبد مهما طال نباح أمثال هشام عبود مدعين معارضة العصابة الحاكمة في الجزائر .. والسؤال : كيف يقبل عاقل أن يسمع هشام عبود وهو يشتم العصابة الحاكمة في الجزائر وهو يعلم أنها من سلالة فرنسا التي أسسها المقبور بومدين مع الجنرال دوغول ؟ هشام عبود يعارض عصابة من تأسيس المقبور بومدين وإذا ذكروا بومدين أمامه فكأنهم يمسون قديسا يعبده ليل نهار ، وطالما لا تزال عقيدة تقديس المقبور بومدين راسخة في أذهننا فسيبقى هذا التقديس مناعة قوية في نفوسنا ضد أي فرصة لخروج الجزائر من صفوف الدول المتخلفة الفاشلة أي السائرة نحو الحضيض حتميا …..
إن هشام عبود تربية DRS يعطينا صورة دقيقة عن درجة غسل الأدمغة لشعب بومدين الحلوف حتى أن أمثال هشام عبود وهم في محراب المقبور بومدين العسكري الانقلابي منذ 15 جويلية 1961 على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس ( أي قبل إعلان الاستقلال المزور في جويلية 1962 ) ، نقول وهم في محراب المجرم بومدين باستطاعتهم ذبح أطفال الجزائريين الذين يحتفظون لأنفسهم بكرامتهم ومنطقهم النظيف وهم الذين نقول عنهم ( أحرار الجزائر ) … إن هشام عبود يعتقد أن ما يقول هو قرآن منزل ، وأن جميع الجزائريين مثله يختصرون الجزائر في المقبور بومدين ، يا هشام عبود ليست الجزائر هي الخائن المقبور بومدين ، الجزائر هي الاوراس والصحراء الجنوبية والقبائل و جبل الأطلس التلي والأطلس الصحراوي والبحر المتوسك …وهي الرجال أمثال : كريم بلقاسم وإلياس دريش و باجي مختار وعثمان بلوزداد ورمضان عبد المالك ومصطفى بن عودة ومصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي ولخضر بن طوبال ورابح بيطاط وزبير بوعجاج وسليمان بو علي و بلحاج بوشعيب و محمد بوضياف ، والحسين آيت أحمد ، وعبد الحفيظ بوصوف وديدوش مراد و عبد السلام حبشي وعبد القادر العمودي ومحمد مشاط وسليمان ملاح ومحمد مرزوقي وبوجمعة سويداني و زيغود يوسف وغيرهم من الذين استرخصوا دماءهم في سبيل الجزائر ( والملاحظة المهمة أن هذه الجماعة ليس بينها لا بن بلة ولا المقبور بومدين ولا الكسيح بوتفليقة لأنهم كانوا يدبرون في الغرب الجزائري للهجوم على العاصمة الجزائر في صائفة 1962 بعد أن سلموا الجزائر رسميا إلى فرنسا على طبق من ذهب بصفة غير مباشرة ، وسلمهم الجنرال دوغول مفاتيح السلطة في الجزائر يدا بيد ) … وفي هذا جواب على الذين يتساءلون كيف لا تستطيع مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر أن تطالب فرنسا بفرحات مهني زعيم الماك وهو مقيم بفرنسا تحميه وتدافع عن مطالبه ؟ الجواب لأن فرنسا لا تزال تحكم الجزائر وما نسمعه عن السيادة الجزائرية على أراضيها مجرد أكذوبة من أكاذيب كابرانات فرنسا ، وقد قال هشام عبود نفسه إن فرنسا حينما أرادت أن تساهم طائرات كاناردير الفرنسية في إطفاء نيران غابات القبائل فإنها لم تنتظر موافقة أي جهة من الواجهات الحكومية الجزائرية الصورية بل دخلت الطائرات الفرنسية دون انتظار إذن من أي سلطة صورية في الجزائر ، دخلت طائرتين من نوع كاناردير وقامت بمهمة إطفاء النيران طيلة 72 ساعة وعادت وكأنها قامت بذلك في الأراضي الفرنسية ، وحينما عرض المغرب مساعدته قبل فرنسا واتبع المسار القانوني الذي يربط الدول بعضها ببعض حيث قال : إن طائرتين مغربيتين من نوع كاناردير مستعدة للمساهمة في إطفاء نيران تيزي وزو وهي تنتظر الإشارة من وزارتي الداخلية والخارجية الجزائريتين للتنسيق مع نفس الوزارتين في المغرب ، لم يتلقى المغرب أي إشارة ، أما فرنسا فقد دخلت الجزائر وكأنها أرض من أراضيها بدون أي ترخيص من أي جهة كانت ، وهذه أشياء يعرفها هشام عبود لأنه من جماعة بومدين الحلوف