بإعلانها، أمس الأربعاء، مقتل “عدنان أبو وليد الصحراوي” من قبل قواتها العسكرية في مالي، تكون فرنسا قد طوت صفحة من الكتاب الأسود لتنظيم داعش الإرهابي، لكنها لم تقض على هذا الورم الخبيث نهائيا.
ويثير إعلان فرنسا عن مقتل عدنان ابو الوليد الصحراوي، الكثير من التساؤلات، خاصة انه جاء بعد اقل من أربعة أيام من الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة سائقين مغربيين بمالي، وهو الهجوم الذي تشير العديد من المصادر المهتمة بشؤون الساحل والصحراء، إلى ضلوع المخابرات الجزائرية وبيادقها وأذنابها بمخيمات تندوف في هذا الحادث، الذي جاء بعد زيارة قام بها رئيس الدبلوماسية العسكرية رمطان لعمامرة إلى كل من مالي وموريتانيا، والتقى خلالها بعناصر من المخابرات الجزائرية المرتبطة بجماعات وتنظيمات متطرفة بالمنطقة، وضمنها تنظيم عدنان ابو وليد الصحراوي الذي ولد في العيون بالصحراء المغربية، والتحق بمرتزقة البوليساريو في مخيمات تندوف قبل ان يغادرها للالتحاق بالجماعات الإرهابية بالساحل والصحراء، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من المرتزقة الذين يتم تأطيرهم وتدريبهم على حمل السلاح من قبل الجيش الجزائري ومخابراته، قبل إرسالهم لبث الرعب والفتنة بمالي ودول الساحل
كما ان مقتل الصحراوي يأتي بعد إعلان فرنسا قرب انسحابها من المنطقة وانتهاء مهمة برخان، التي فقدت فيها العديد من جيوشها خلال حربها ضد الإرهابيين.
ويرى العديد من الملاحظين ان مقتل عضو البوليساريو السابق قد يخفف من حدة انتقادات الشعب الفرنسي ضد حكومة بلاده، واتهامها بالفشل في مهمتها بمالي، وهو ما تكشفه تغريدة إيمانويل ماكرون الذي قال، عقب إعلانه عن مقتل الصحراوي، إن “الأمة تفكر هذا المساء بكل أبطالها الذين ماتوا من أجل فرنسا في منطقة الساحل في عمليتي سرفال وبرخان، وبالعائلات المكلومة، وبجميع جرحاها. تضحيتهم لم تذهب سدى. مع شركائنا الأفارقة والأوروبيين والأميركيين سنواصل هذه المعركة”.
واعتبر ماكرون قتل الصحراوي نجاحا كبيرا جديدا في معركة قوات بلاده ضد ما وصفها “بالجماعات الإرهابية” في منطقة الساحل. وأكد أن بلاده ستواصل الحرب على ما وصفه بالإرهاب، وذلك مع شركائها الأفارقة والأوروبيين والأميركيين…
لكن، وحدها الأيام المقبلة كفيلة بكشف المستور والغموض الذي يكتنف هذه العملية وتلك التي ذهب ضحيتها السائقانن المغربيان…