كتب الموقع الإخباري “أطلس أنفو”، اليوم الأربعاء، أن الجزائر، من خلالها إرسال كتيبة من الأئمة إلى فرنسا بمهمة محددة للغاية، وهي “زرع الفتنة بين المسلمين والتفرقة بين الجاليات”، تعتزم تصدير أزمتها المفتوحة مع المغرب إلى فرنسا.
وتساءل الموقع الإخباري، الذي يتخذ من باريس مقرا له، في مقال وقعته الصحفية حسناء الداودي، عن العواقب بعيدة المدى للتعليمات “السريالية” لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري يوسف بلمهدي، إلى أئمة المسجد الكبير بباريس، والذي يطلب منهم “مواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف الجزائر”، كما قال رئيسها عبد المجيد تبون، وهي التعليمات التي تتعارض مع جوهر دور الإمام ورسالته ؟”.
وأوضح الموقع أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري أعطى هذه التعليمات خلال ترأسه، أول أمس الاثنين، ندوة لتأطير أئمة منتدبين للمسجد الكبير بباريس، مطالبا إياهم بـ “القيام بدور إيجابي لصالح الجزائر، وتعزيز قيم القومية والاعتدال والعمل من أجل تخليق الحياة العامة”، مؤكدا “سنتابع جهودكم، لطالما أدرك أبناء الجزائر كيف يواجهون التحديات”.
وتساءل الموقع “ماذا نفهم من هذه الرسالة الحربية حيث تختلط “القومية” و”تخليق الحياة العامة”، علما بأن هؤلاء الأئمة سيؤدون مهامهم في فرنسا وليس في الجزائر ؟”، مبرزا أنه من خلال إرسالها هذه الكتيبة من الائمة، تتحدى الجزائر فرنسا، التي أعلن رئيسها إيمانويل ماكرون في فبراير 2020 وقفا تدريجيا لاستقبال “الأئمة المنتدبين” لصالح الأئمة الذين تم تكوينهم بفرنسا.
وأضاف “ما رأي العميد شمس الدين حافظ ومحامي +البوليساريو+ في تصريحات الوزير الوصي عليه الذي يريد تحويل مسجد باريس الكبير إلى محضن للكراهية والمساجد التابعة له إلى منتديات سياسية وأماكن للشقاق بين الجاليات ؟، وماذا عن “ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا”، الموقع من قبل عميد المسجد الكبير بباريس شخصيا ؟”.
وسجل المقال أن المادة السادسة من هذا الميثاق تنص بوضوح على “رفض توظيف دور العبادة في نشر خطابات سياسية أو استقدام الصراعات الدائرة في مناطق أخرى من العالم. مساجدنا وأماكن العبادة مخصصة للصلاة وبث القيم، وليست مقامة لنشر الخطابات القومية التي تدافع عن الأنظمة الأجنبية وتدعم السياسات الخارجية المعادية لفرنسا، بلدنا، ومواطنينا الفرنسيين”.
وحسب موقع “أطلس أنفو”، فإن “النظام الجزائري ليس في محاولته الأولى، إذ سبق للسفير الجزائري في فرنسا محمد عنتر داود أن أعلن في دجنبر 2020 أن “مسجد باريس الكبير هو أولا وقبل كل شيء جزائري ولن يكون أي شيء آخر، هذا هو الأهم”، وهي التصريحات التي أثارت جدلا كبيرا.
وأضاف أنه منذ إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في 24 غشت المنصرم، استنكر النظام الجزائري، المنهك والمحبط، مؤامرة زائفة دبرها المغرب وإسرائيل لزعزعة استقراره، مبرزا أن الغرض من هذه المناورات يتمثل في “تحويل انتباه الشعب الجزائري عن عجزه الكبير وفشله المرير في مواجهة الحرائق التي دمرت منطقة القبائل وأوقعت مئات الضحايا”.