أكد أكاديميان برازيليان أنه في خضم فترة الاعتماد المتبادل المعقدة، تظهر المكانة الإستراتيجية للمغرب ودوره الحيوي في الاستقرار بالمغرب العربي والاتحاد الأوروبي، كما يدل على ذلك خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب.
وأبرز فابيو ألبيرغاريا دي كيروز، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة برازيليا وغيهيرمي لوبيز دا كونها، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي بالجامعة الفيدرالية لريو دي جانيرو، أنه “على الرغم من أن البلدين (المغرب وإسبانيا) يمران منذ بضعة أشهر بأزمة عميقة، فإن ما جاء في خطاب جلالة الملك يتيح فرصا لتهيئة مناخ مناسب لمعالجة القضايا الحساسة”.
وسجلا أن جلالة الملك “لم يكتف بالدعوة إلى عودة العلاقات بين البلدين المتجاورين إلى وضعها الطبيعي، بل دعا إلى تجديد الشراكة على أساس علاقة جديدة أكثر طموحا وأكثر احتراما للمصالح المشتركة، حتى تتسنى الفرصة لبناء تبادل إيجابي يحقق مكاسب للطرفين”.
واعتبر الأكاديميان، أن نبرة خطاب جلالة الملك تأتي لتثمين مصالح كل من المغرب والاتحاد الأوروبي، الذي يظل مهتما بأفريقيا، مشيرين إلى أن المغرب يظهر كمخاطب هام لبناء العلاقات التي تستجيب للمصالح الأورو-إفريقية”.
ولاحظ الأكاديميان من جانب آخر، أن الخطاب الملكي يكشف عن أهم التحديات المعاصرة للمغرب، مع تثمين الإصلاحات والإنجازات العديدة التي تحققت على مدى العقدين الماضيين، مما جعل المملكة دولة عصرية هيكليا ورائدة في منطقتها.
وعلى المستوى الداخلي، يضيف الجامعيان، “تهدف المبادرات ذات الطابع الهيكلي إلى بناء اقتصاد مرن، وخلق سلاسل مثمرة من النمو، ومن ثم ترسيخ المغرب كمحور وقطب لجذب الاستثمارات”، معتبرين أن “ذلك سيكون له تأثير ملحوظ من أجل تقليص تدفقات الهجرة ومكافحة الفقر”.
وقال الخبيران البرازيليان إن خطاب جلالة الملك “يعكس الجهد الكبير المبذول لترسيخ البلد كرائد على المستويات السياسية والاقتصادية والحوار بين الحضارات”.
وسجلا أنه علاوة على النجاحات والإنجازات التي تحققت، أثار جلالة الملك كذلك التحديات التي تتطلب تدابير عاجلة، وذلك من خلال لغة تتسم بالوضوح والإعتدال، مشيرين على وجه الخصوص إلى “أهمية تعزيز الحوار مع إسبانيا، وبالتالي مع الاتحاد الأوروبي”.