في الوقت الذي رفض النظام العسكري الجزائري وواجهته المدنية عبد المجيد تبون اقتراحا مغربيا بتجنيد طارئتين متخصصتين في إطفاء الحرائق، قبل مجرد 30 ألف يورو من بلدية باريس، وكان المغرب بأوامر ملكية سامية أعلن استعداده للمساعدة بطائرتي كنادير، وهي ذات التجربة الواسعة وتمكنت أخيرا من إخماد حرائق واحة زاكورة في أربع ساعات. كما أعلن عمدة باريس، آن هيدالج، عن تحويل المبلغ المذكور قصد مساعدة المنكوبين.
ومع كامل الأسف فإن الجزائر بلد غني بالنفط والغاز لكن الشعب الجزائري من أفقر الشعوب، إذ أن عائدات الثورة النفطية والغازية يتم تحويلها إما إلى حسابات الجنيرالات ومن يواليهم أو إلى المؤامرة ضد المغرب، بينما كان بإمكان هذا البلد أن يتوفر على الإمكانيات اللازمة لإطفاء الحرائق ويشتري طائرات عديدة أكبر من أي بلد آخر، لكن جيوب الجنيرالات مثقوبة ولا يملأها إلا التراب.
الحرائق يمكن أن تشب في كل يوم وفي كل بلد من العالم، لكن ما وقع في الجزائر أكد هذا النظام غير مسؤول ولا كفاءة له في إدارة بلاد شاسعة ومترامية الأطراف، لأنه ترك الشعب يموت دون أن يفعل شيئا بل بعث فقراء الجيش دون معدات وتوفي منهم العشرات.
وفي لحظة إنسانية مثل هذه ما كان للجزائر أن ترفض مساعدة المغرب، حيث أبدى تبون ما يسمى “أنفة” في رفض هذه المساعدة لكنه هذه “الأنفة” لم تظهر أمام “بضعة يوروهات” فرنسية.