تقرير: تاريخ اللقاحات والأوبئة المروعة قبل كورونا

أعادت جائحة كورونا إلى الأذهان أوبئة الماضي المروعة التي أودت بحياة الملايين، حين كان البشر لا يعرفون وسائل للدفاع ضد قتلة غير مرئيين، ولم تكن توجد فرص للبقاء على قيد الحياة.

يتذكر القليلون مرض الجدري، الذي قضى وشوه مئات الملايين من الناس حول العالم. بنهاية المطاف قضى لقاح الجدري على المرض، ولم يعد له ودود!

كما تم القضاء على العديد من الأمراض المعدية المميتة الأخرى من خلال التطعيم. هذا ما أنقذ حيوات لا حصر لها.

ملأ الجدري لقرون المقابر بالموتى وأبقى الناس في حالة رعب في جميع أنحاء العالم. لم يشفق على أحد.. لا المتسولين ولا الملوك.

قتل هذا المرض في القرن العشرين وحده، أكثر من 300 مليون شخص. وأصيب الناجون بالعمى والتشوه. تواصل ذلك إلى أن اخترع الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر، أول تطعيم ضد الجدري. وأدى التطعيم الجماعي إلى القضاء التام على المرض على ظهر الكوكب.

أما شلل الأطفال فقد قتل مئات الآلاف من الأطفال وأصاب ملايين آخرين بالشلل في جميع أنحاء العالم، حتى سمي المرض بـ “رعب الوالدين”.

كان من الممكن أن يقضي شلل الأطفال على ملايين أخرى من الأرواح البشرية، لكن العالم تعامل معها بفضل العمل المشترك لعلماء من قوتين عظميين، الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. اتحدوا في هذا النضال والقضاء عمليا على المرض.

أودت الحصبة هي الأخرى بحياة ما يقدر بـ 2.6 مليون شخص كل عام، معظمهم في الأطفال.

وظهر في عام 1963، أول تطعيم ضد الحصبة، وأنقذت عشرات الملايين من البشر من الموت.

ومع ذلك تزايد في السنوات الأخيرة معدل الإصابة بالحصبة في العالم، سبب تفشي المرض هو آراء “مضادة للتطعيم”، حيث يعتقد البعض خطأ بوجود صلة بين التوحد ولقاح الحصبة. وهذا الخطأ يهدد البشرية.

وبالنسبة لداء الكلب، فإن الاعتقاد بأن المرء سيعطى 40 حقنة في المعدة إذا عضه كلب مسعور هو مجرد خرافة، لكن الصحيح أن داء الكلب ينتهي دائما بالموت.

ويمكن أن يمنع المرض فقط لقاح في الوقت المناسب. أهدى هذا اللقاح للعالم، الفرنسي لويس باستور.

وبشأن الملاريا فهي تقتل كل دقيقتين طفلا في العالم. ظل العلماء يكافحون منذ عقود لابتكار لقاح ضدها، لكنهم لم يحققوا النجاح المتوقع بعد. الملاريا مرض عنيد. لا يزال من الممكن القضاء على المرض، لكن ذلك يتطلب 6 مليارات دولار سنويا.

ويأتي الدور على فيروس إيبولا، حيث يتفشى  هذا الفيروس القاتل بانتظام في البلدان الفقيرة في أفريقيا. يساهم في ذلك الفقر وتبعاته.

ويشكل هذا الفيروس تهديدا لبقية العالم. لكن العالم يتعلم لحسن الحظ كيفية وقف تفشي المرض، بما في ذلك من خلال التطعيمات.

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

اسبانيا تحاول إصلاح ما أفسدته فرنسا.. مدريد تسعى لتصحيح علاقات اوربا مع المغرب

26 فبراير 2023

مطالب بالتدقيق في المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف

21 فبراير 2023

تندوف تغلي.. العسكر الجزائري يجبر نازحين إلى موريتانيا على العودة إلى المخيمات

21 فبراير 2023

قمة الاتحاد الإفريقي: إبراز جهود جلالة الملك في مجال الهجرة