بفعل تسيير الجنرالات الخردة أصبحت الجزائر مشهورة عالميا باسم بلد المليون طابور بحيث ليومنا هذا لا يعلم الجزائريون إن كانوا في مواجهة أزمة صحية جراء تفشي وباء كورونا أم هم أمام أزمة غذائية ومجاعة الحروب ترجمتها صور لتدافع المواطنين في مناطق عدة على أكياس السميد وأكياس الحليب وقنينات الزيت التي أصبحت عملة نادرة حيث أصبح الظفر بقنينة زيت إنجازاً أو عملاً بطولياً يجب توثيقه عبر فيديو ونشره على موقع تيك توك والأن أزمة المياه.
ازمة الماء في الجزائر الجديدة منذ الاستقلال كل عام تعاود تزورنا ودائما المتهم الايادي الخارجية و لا يتجاوز نصيب الفرد من المياه في الجزائر حدود 300 متر مكعب سنوياً، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى للتعريف الدولي الخاص بالفقر المائي، ويعني هذا ببساطة أن العديد من المواطنين في الجزائر لا يحصلون على المياه يومياً.
فلا يمكن القول أن مشاهد الطوابير عادت لتغزو مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر فالصور المهينة للكرامة البشرية لم تختف أصلاً من الجزائر خلال السنوات الأخيرة مع تفاقم أزمات النظام في توفير الضرورات الأساسية للحياة وإلى جانب أزمة السيولة المالية التي تشهدها الجزائر مند شهور تفاقمت أزمتا الحليب والزيت بعد قرارات جديدة أصدرها النظام قضت تخفيض من استيراد تلك المواد لتوفير المال لشراء الخردة الروسية من أسلحة ما أدى لزيادة أعداد الطوابير في البلاد وسط مخاوف بشأن فيروس كورونا وتداولت صفحات فيسبوكية صوراً تظهر تفاقم أزمة الزيت في مختلف المدن الجزائرية من العاصمة إلى وهران وعنابة وغيرها بعدما اصبح عند الجزائري علاقة حب وغرام مع الطوابير في وقت خفف فيه إعلاميو النظام ومسؤولوه من الموضوع.