لرباط ـ «القدس العربي»: بلغ عدد المستفيدين من التطعيم بالكامل في المغرب، إلى حدود مساء الخميس، 8 ملايين و675 ألفاً و529 شخصاً، فيما تلقى 9 ملايين و756 ألفاً و702 شخصاً الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لـ”كوفيد 19″.
وبينما يستمر تطعيم المواطنين والمقيمين يومياً بشكل منتظم في مختلف أقاليم المغرب، يُنتظر التوصل الأسبوع المقبل بدفعة جديدة من اللقاحات عن طريق عملية “كوفاكس” الأممية.
وأفاد سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لكوفيد، أن هذه الدفعة تتضمن 650 ألف جرعة من لقاح “أسترازنيكا” معبّراً عن أمله في التوصل أيضاً بجرعات أخرى من لقاح “سينوفارم” الصيني لإتمام عملية التطعيم في ظروف جيدة.
وقال في تصريح لموقع القناة الثانية إن “هذا سيسرع من وتيرة التطعيم الناجحة بكل المقاييس، خصوصاً وأن اللقاح مادة نادرة، والطلب يفوق بكثير العرض”.
وأشار إلى أن “مليون جرعة من لقاح “سينوفارم” سيساعدنا على توسيع دائرة المستفيدين من التطعيم، إذ تمكننا من الوصول لفئة البالغين 40 سنة فما فوق”.
كما جدد عضو اللجنة العلمية الدعوة إلى الالتزام بسبل الوقاية من تباعد جسدي وغسل اليدين باستمرار ووضع الكمامات، لتفادي حصول انتكاسة وبائية في المغرب.
وكانت وزارة الصحة المغربية سجلت تراخياً ملحوظاً في الأيام الأخيرة بخصوص التدابير الوقائية الخاصة بكوفيد 19 والتمادي فيه. وحذرت في بيان من “حدوث انتكاسة وبائية خصوصاً مع العطلة الصيفية واستئناف الرحلات الدولية من وإلى المغرب، وكذا الرفع التدريجي لتدابير الحظر الليلي إلى جانب اقتراب عيد الأضحى المبارك”.
في السياق نفسه، أكد البروفيسور عبد الله بادو، أستاذ باحث في علم المناعة في كلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، أن الوضع الوبائي في المغرب يتسم باستقرار أو شبه استقرار، منذ بداية شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأضاف في تصريح لصحيفة “الصحراء المغربية” أنه “عند القيام بتحليل دقيق للحالة الوبائية من خلال الأرقام المسجلة، بما في ذلك عدد الإصابات اليومية والوفيات وعدد الحالات الخطيرة الجديدة، نلاحظ استقراراً على العموم، رغم بعض الارتفاعات الطفيفة التي تسجل من حين لآخر”. وأشار إلى أن هذه الارتفاعات الطفيفة لم تغير المنحى العام لمؤشر الإصابات اليومية بالفيروس، الذي مازال مستقراً على العموم.
البروفيسور نفسه الذي يشغل منصب سكرتير عام للجمعية المغربية لعلم المناعة وعضو المكتب التنفيذي للفيدرالية الإفريقية لجمعيات علم المناعة، لفت الانتباه إلى أن “كوفيد سارس 2″ عودنا على المفاجآت والتقلبات السريعة، وبالتالي ما نلاحظه اليوم في جميع المدن المغربية من تراخ في احترام الإجراءات الاحترازية هو مقلق جداً”.
واستطرد قائلاً: “نمرّ بفترة حاسمة تشهد حلول العطلة الصيفية واستئناف الرحلات من وإلى المغرب، ووصول المغاربة القاطنين من الخارج، بالإضافة إلى اقتراب عيد الأضحى، الذي بدوره يشهد تجمعات وتنقلات، ومن المؤكد أن يحصل ارتفاع مهم في الحالات خلال هذه الفترة، ما سيجعلها مرحلة حاسمة، ويجب التعامل معها بجدية”.
وأكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المعطيات المرتبطة بمتحور “دلتا” تطرح تحديات يتعين مواجهتها لتجنب انتشاره في المغرب والحفاظ على التحكم في الحالة الوبائية في انتظار توسيع التطعيم وبلوغ المناعة الجماعية.
ودعا في هذا الإطار إلى التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية الفردية والجماعية من وضع للكمامات وتطهير اليدين والتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب الأسفار والتجمعات غير الضرورية، بالنسبة للجميع سواء كانوا متلقين للتطعيم أو غير متلقين، مبرزاً أنه حتى في حال دخول حالات من متحور “دلتا” فإنها ستجد أمامها بيئة معادية لانتشارها، وهو ما يفيد في محاربة ومحاصرة المتحور “دلتا” و”ألفا” وكل المتحورات وحتى السلالة الأصلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء المغربية.
وطالب أيضاً بإسراع كافة المواطنين الذين وصل دورهم للاستفادة من اللقاح (40 سنة فما فوق والأمراض المزمنة) بالتطعيم في أقرب وقت، موضحاً أن هذه الفئات هي أكبر نقطة ضعف أمام الفيروس بكل سلالاته، وعدم تطعيمها يعني امتلاء أقسام الإنعاش والمستشفيات.
واقترح الخبير نفسه تخصيص اللقاحات التي ستصل مستقبلاً لتطعيم من تبقّى من العاملين في الصفوف الأمامية بدون تطعيم مهما كان السن، وفي مقدمتهم نساء ورجال التعليم لضمان دخول مدرسي حضوري، ومهنيو النقل والسياحة والتجارة وكل من هم في اتصال مباشر مع أعداد كبيرة من الناس بحكم مهنتهم، وذلك لتكسير سلاسل نقل العدوى.
وأكد حمضي على ضرورة اتخاد كافة التدابير لمنع أو بالأحرى إبطاء تسلل حالات كثيرة من هذا المتحور إلى المغرب من خلال الإجراءات والبروتوكولات المعمول بها، وكذا يقظة المواطنين وتعاونهم. مشيراً في هذا الصدد، إلى أنه ليس هناك بلد في العالم بإمكانه منع هذه السلالات من الدخول.
وأفادت صحيفة “الصباح” المغربية أن قضاة “المجلس الأعلى للحسابات” سيفحصون صفقات وزارة الصحة التي تصل إلى ملايير الدراهم في مديرية الأدوية والمستلزمات الطبية، بينها مبالغ مالية تتعلق بصفقات شراء أدوية ومعدات مكافحة وباء “كورونا”.
ولاحظت أن خطوة المجلس المذكور تزامنت وعمل لجنتين برلمانيتين، لفحص ومراقبة الصفقات العمومية، الأولى تعنى بمديرية الأدوية، والثانية بصفقات محاربة “كوفيد 19″، إذ تسلم البرلمانيون الوثائق التي التمسوا الحصول عليها، من مديرية الأدوية ومديرية التخطيط المالي، وجرى تجاوز العراقيل التي حالت في السابق دون عمل البرلمانيين على مستندات تهم الشركات التي حازت الصفقات وكيف استطاعت الحصول عليها ومدى مطابقة ذلك القوانين الجاري بها العمل.
وسينصب التدقيق على أكثر من 250 صفقة جرى إبرامها مع 100 شركة، في مواجهة جائحة “كورونا”، وتتعلق بالمعدّات الطبية التقنية ولوازمها التي شكلت نسبة 25 في المئة من المبلغ الإجمالي للصفقات، ومعدات الأفرشة التي تمثل 12 في المئة، ومستلزمات المختبرات التي تصل إلى 19.1 في المئة، وأدوية ومستلزمات طبية تبلغ 17 في المئة، وأجهزة التصوير الإشعاعي التي تصل إلى 8 في المائة، ومعدات الاستشفاء 0.1 في المئة، ومقتنيات أخرى من الخارج تهم معدات طبية تقنية ولوازم مختبرات فحص الأمصال وأجهزة الكشف ومواد كيماوية وأدوية “سيما” المادة الخام للكلوروكين ووسائل الحماية الفردية.
أما في ما يتعلق بمستجدات الحالة الوبائية في المغرب، فأعلن مساء أول أمس الخميس عن تسجيل 522 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، و345 حالة شفاء وسبع وفيات خلال 24 ساعة.
ورفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 527 ألفاً و696 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/مارس 2020، فيما انتقل مجموع حالات الشفاء التام إلى 514 ألفاً و624 حالة.
أما العدد الإجمالي للوفيات، فقد انتقل إلى 9254 حالة، وذلك بعد تسجيل حالتي وفاة بجهة سوس – ماسة، وحالة وفاة واحدة بكل من جهات الدار البيضاء – سطات، ومراكش آسفي، وطنجة – تطوان – الحسيمة، وفاس – مكناس، وكلميم – واد النون. ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 3818 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 25 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 200، سبع من بينها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و105 حالة تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19، فبلغ 6.3 في المئة