الأجانب يتوافدون على المغرب .. سلامة صحية وعروض سياحية جذابة

استغل المغرب تدهور الحالة الصحية في بعض الدول الإفريقية التي كانت تمثل وجهات أساسية للسياح الأوروبيين والأسيويين ليطلق عروضا استثنائية تروم جذب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب، فيما تشير توقعات غير رسمية إلى تجاوز معدل الوافدين إلى المملكة الأرقام المسجلة خلال السنتين الماضيتين.

وقرر المغرب فتح المجال الجوي أمام السياح الأجانب بعد تلقيح حوالي تسعة ملايين مواطن ومقيم، بينما يجب تلقيح 25 مليونا، أي 70% من مجموع الساكنة، لبلوغ المناعة الجماعية والرجوع إلى الحياة العادية بدون إجراءات احترازية

وتشير التوقعات الصادرة عن المهنيين إلى أن المستوى الذي سجلته السياحة بالمغرب خلال سنة 2019 لا يمكن أن تعيد تسجيله إلا بحلول سنة 2030، ما عدا إذا كانت هناك عوامل استثنائية.

وتكبد قطاع السياحة ما يفوق 64 مليار درهم من الخسائر بسبب الأزمة الحالية، وفق دراسة رسمية، وهو ما سيجعل المهنيين يفكرون في سبل الاستدراك، ومن بينها البحث عن إمكانية جذب سياح من مناطق متفرقة وجديدة.

الزبير بوحوت، باحث متخصص في القطاع السياحي، قال إن “المغرب من الدول القليلة في إفريقيا التي باشرت عمليات استقبال السياح الأجانب، ويمثل أول بلد على مستوى القارة يستفيد بشكل رسمي من إعادة فتح الخطوط الجوية والانتعاش السياحي”.

وأوضح الفاعل في المجال السياحي أن “هذه الانتعاشة تحققت لسببين: أولهما التحكم الجيد في مسارات الجائحة؛ إذ إن المغرب يحتل المرتبة الأولى في عملية التلقيح في إفريقيا، كما أن معدل الإصابة والإماتة تراجع بشكل كبير، وهذه مؤشرات تؤثر في معايير اختيار الوجهات السياحية، خاصة من قبل الأوروبيين”.

وبخصوص الدول المنافسة للمغرب في إفريقيا في المجال السياحي، أبرز بوحوت أن “الفرق يظهر واضحا وبشكل جلي؛ فتونس مثلا لم تلقح سوى 3.6 في المائة من ساكنتها، أما جنوب إفريقيا فلا تتجاوز نسبة التلقيح فيها 0.8 في المائة، و0.7 في المائة في مصر، بينما المغرب تصل نسبة التلقيح العام 23.5 في المائة. هذا المعطى مهم لأنه يتم اعتماده في تصنيفات الدول ووزارات الخارجية والسياح

وتوقف بوحوت عند الأثمنة المشجعة التي اعتمدها المغرب في النقل الجوي والبحري، ما جعل شركة الطيران تحقق أرقاما قياسية في عدد مبيعات التذاكر وتدخل في مفاوضات من أجل تعزيز الرحلات الجوية وإضافة وجهات جديدة.

وقال الباحث المتخصص في القطاع السياحي إن “المغرب يستقبل 6 ملايين من مغاربة المهجر كل سنة. في عام 2019، سجل قدوم 12 مليون سائح، منهم 6 ملايين من مغاربة المهجر. هذا الرقم ستكون لها مكانة في الانتعاشة المحققة حاليا. بالإضافة إلى العروض المقدمة لمغاربة المهجر التي مست النقل الجوي والبحري والنقل عبر السكك الحديدية”.

واعتبر بوحوت أن “الحملة التي قام به المكتب الوطني للسياحة روجت لعدد من الوجهات المغربية”، موردا أن “الالتفاتة الملكية، على عكس مجموعة من الجاليات في المهجر، أعادت الاعتبار لمغاربة العالم. كما أنه عندما ينتعش القطاع السياحي، فإن كل القطاعات الأخرى تشهد حركية كبيرة وتحقق أرباحا مهمة

مقالات ذات الصلة

26 فبراير 2023

اسبانيا تحاول إصلاح ما أفسدته فرنسا.. مدريد تسعى لتصحيح علاقات اوربا مع المغرب

26 فبراير 2023

مطالب بالتدقيق في المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف

21 فبراير 2023

تندوف تغلي.. العسكر الجزائري يجبر نازحين إلى موريتانيا على العودة إلى المخيمات

21 فبراير 2023

قمة الاتحاد الإفريقي: إبراز جهود جلالة الملك في مجال الهجرة