شدد خبراء وأطباء مغاربة على ضرورة تبني استراتيجية وطنية لتصنيع اللقاحات البشرية، على المستوى المحلي في المملكة.
جاء ذلك ضمن فعاليات النُسخة الثامنة لليوم الدولي للبيوتكنولوجيا الطبية، المنظم من طرف مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بالرباط.
البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب والصيدلة بالرباط، شدد على أهمية تطوير المملكة بشكل محلي للقاح مضاد لفيروس كورونا بمختلف مختبراتها الوطنية.
ودعا إلى الشراكة والتعاون بين العلماء والباحثين وشركات الأدوية لتحقيق هذا الطموح الوطني.
وعرج المتحدث على تدابير المملكة لجائحة كورونا، موضحاً أن العملية تمت على ثلاثة مستويات، مكنت المملكة من بلوغها للأهداف المُسطرة في هذا الصدد، وتمثل المستوى الأول في اعتماد إجراءات غير طبية تمثلت أساساً في فرض الحجر الصحي وغيره من التدابير الاحترازية الأخرى، أما المستوى الثاني فتمثل في توفير العلاجات والرعاية الطبية للحاملين للفيروس، موضحاً أن الثالث تمثل في تعميم اللقاحات على المقيمين بتراب المملكة، في حملة تلقيح مجانية وغير مسبوقة.
استقلالية كاملة
ونبه البروفيسور، إلى ضرورة بلوغ المملكة درجة الاستقلالية الكاملة من الناحية العلمية والطبية لتطوير لقاحات، لمواجهة أزمة صحية محلية.
وأوضح المتحدث أن الأعراض الجانبية للقاحات والأدوية سؤال دائم سيتم التخلص منه من خلال تطوير ما يسمى بالطب الدقيق الذي يأخذ حالة كل شخص على حدة ويفرز له دواء معينا أو لقاحا.
وقال إن هذا الطب يتطور في عدد من الدول وعلى المغرب أن يهتم به في إطار المقاربة الاستباقية لتكون البلاد مستعدة للأزمات الصحية المستقبلية.
تجربة كافية
أما جميلة العلمي، مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، فقد شددت على أن المغرب لديه من التجربة ما يكفي في مجال ابتكار لقاحات حيوانية يصدرها إلى دول القارة الأفريقية.
وأشارت إلى أن التجارب السريرية على الإنسان أكثر صرامة ودقة، وتتطلب مراحل عديدة من الاختبار يمكن أن تستمر لعدة سنوات.
وذكرت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني أن إنتاج لقاح بشري يتطلب بنية تحتية مكلفة، من غرف خاصة إلى التجارب السريرية وصولا إلى الإنتاج الصناعي.
وفي هذا الصدد، اقترحت إقامة شراكة عمومية خاصة بين العلماء والأطباء والشركات العاملة في مجال صناعة الأدوية والمستثمرين.
وشددت على أن البحث العلمي حول اللقاحات أمر بالغ الأهمية في عالم اليوم؛ وهو ما يفرض إيلائه الأهمية اللازمة، من خلال دعم الباحثين في هذا المجال