أكد المحلل السياسي ورئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية، ميلود بلقاضي، أن التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021″، التي تنظم بناء على التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تحمل أبعادا استراتيجية تكرس مكانة المغرب قاريا ودوليا.
وأوضح السيد بلقاضي، الذي حل اليوم الجمعة ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن اختيار المغرب في هذا الوقت بالذات للقيام بمناورات كبرى له دلالات متعددة، تتمثل أساسا في أنها تشكل اعترافا مباشرا بالمكانة التي تحتلها القوات المسلحة الملكية في المنظومة العسكرية الدولية، وكذا الثقة التي تحظى بها عند أكبر قوة عسكرية في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التأكيد على كون المغرب من الدول الصاعدة والفاعلة في المنظومة الدولية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشار إلى أن تدريبات “الأسد الإفريقي” متميزة ومختلفة عن باقي المناورات الأخرى السابقة، مبرزا أن استقبال المغرب لعدد هائل من جنود دول كبرى عالمية بأسلحتهم المتطورة (برا وبحرا وجوا)، يبين، مرة أخرى الثقة، التي يحظى بها المغرب وقدرته على أن يوفر كل الشروط الموضوعية لإنجاح هذه المناورات التي تجري أساسا في ظل جائحة “كوفيد-19”.
وقال السيد بلقاضي إن تنظيم هذه التدريبات في المناطق الجنوبية للمملكة وخاصة في المحبس، يشكل، من الناحية السياسية، تأكيدا للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتجسيدا لمتانة العلاقات الأمريكية – المغربية. وسجل المحلل السياسي أن هذا التمرين يروم أساسا، ربط جسور التعارف والتواصل بين القوات العسكرية المشاركة، والقيام بتدريبات مشتركة في مجال محاربة الإرهاب والتصدي لأي نشاط للجماعات الإرهابية في بلدان إفريقية خاصة بمنطقة الساحل، وكذا إبراز تجربة المغرب في مجال مكافحة الارهاب.
يشار إلى أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، تعرف النسخة السابعة عشرة من تمرين “الأسد الإفريقي 2021” مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
وتشتمل النسخة 17 “للأسد الإفريقي 2021″، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي.