وزان: محمد حمضي إذا كان إقليم وزان قد صمد لمدة ثلاثة أشهر في وجه جائحة الوباء الخطير الذي كسر كل اليقينيات ، فإنه اليوم بعد تصنيفه بالمربع الأخضر المغربي الذي استفادت ساكنته من رفع الحجر الصحي ،مع التخفيف التدريجي من باقي الاجراءات والتدابير الاحترازية ، من دون أن يعني هذا التصنيف بالمنطقة الأولى ، بأن حالة الطوارئ قد تم رفعها ، وأن الإقليم قد أصبح في مأمن من مخاطر فيروس كوفيد 19 ، فإن التعامل السلبي خلال الثلاثة أيام الأخيرة بعد رفع الحجر الصحي ، يرشح عاصمة الإقليم للسقوط فريسة الوباء المذكور لا قدر الله ، إن لم يحسن المواطنات والمواطنون علاقتهم/ن مع التدابير والاجراءات القانونية والطبية الواقية من الفيروس ، وإن لم تستمر كذلك الجهات الساهرة على إنفاذ قانون الطوارئ الصحية في جعل مقتضياته هي عملة التعامل مع من يعرض سلامة غيره للخطر. فمنذ اللحظة التي كشفت فيها الحكومة المغربية عن تصنيف أقاليم المملكة حسب مسافة بعد وقرب كل إقليم من الفيروس القاتل ، تنفست ساكنة وزان الصعداء، فسابق النساء والرجال والأطفال عقارب الزمن للتواجد بالفضاء العام الذي حرموا منه على غير عادتهم/ن . تواجد مع كل أسف ضرب بعرض الحائط بكل الاجراءات والتدابير الحاجزية المعتمدة بقوة القانون ، والتي من دون التقيد الصارم بها فإن كل النتائج الايجابية التي تحققت على أرض الواقع بتعاون بين الساكنة والسلطات العمومية سيتم الاجهاز عليها .
لقد تأثثت الشوارع الرئيسية بمآت المواطنات والمواطنين ( شباب ، شيوخ ، أطفال ، نساء ، رجال ) غالبيتهم/ن الساحقة جاءت تصرفاتهم/ن سلبية ، كعدم استعمال الكمامات ، وعدم احترام التباعد الجسدي ، وبكل تأكيد فإن كل من لم يحتمي بهذه التدابير العلنية ، فإنه سيعطل لا محالة باقي التدابير الحاجزية الغير بارزة للعيان التي تمنع الوباء من التسلل للجسد ، كما هو على سبيل الإشارة حال التنظيف المستمر لليدين بالصابون …… . ولم يبق الأمر حبيس هذه التصرفات التي تؤشر على ضعف صبيب منسوب الوعي الصحي ، وتوسع رقعة اللاثقة في الخطاب الرسمي ، وهذا معطى يكتسي خطورة بالغة ، بل وصل الاستهتار بالمسؤولية لدى بعض أرباب المقاهي إلى الدرجة العليا في التحدي ، حيث شرعوا في استقبال زبنائهم ضدا في الجهات الساهرة على إنفاذ القانون . لذلك إذا كان للكعبة رب يحميها ، فإن لوزان كباقي أقاليم المملكة قانون وضعي يحميها ، وهو القانون الذي يعهد بتفعيله للسلطات العمومية التي بفعل تظافر جهود عناصرها انتصرت على الوباء ، وجنبت الإقليم الركوع أمامه ، لكن عليها اليوم الرفع من وتيرة حضورها في الفضاء العام ، وأن تعطي لهذا الحضور نفسا إيجابيا مدعوما بالقانون . ولربح هذا الرهان كذلك فإن المجتمع المدني مطالب بأن يعبر عن حضوره المواطناتي ، وذلك بأطلاقه بتنسيق مع السلطات العمومية ، حملة تستهدف تحصين الساكنة بالوعي الكافي بأهمية وقانونية التدابير والاجراءات الحاجزية لمواجهة الوباء .