ستنادًا إلى عوامل مثل تكلفة الإنتاج والموقع الجغرافي، تتمتع 7.26% من الأراضي المغربية بظروف مثالية لإنشاء مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وفق ما كشفت عنه دراسة صادرة عن مركز الطاقة الخضراء.
الدراسة التي أعدها المركز بالشراكة بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة وجامعة محمد السادس، أظهرت أن أن تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين الأخضر تتراوح في المناطق المغربية المحددة بين 1.994 و2.822 دولارًا أمريكيًا، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف والافتراضات المختلفة لكل سيناريو.
الدراسة التي نشرت تفاصيلها منصة “الطاقة” المتخصصة في أخبار الطاقة، أشارت إلى أن منطقتي الشرق وكلميم-واد نون تتمتعان بإمكانات واعدة لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر على المدى الطويل، لاسيما مع تحسين البنية التحتية لخطوط الأنابيب ونقل الطاقة.
وبالرغم من النتائج المشجعة، وبالإضافة إلى ضرورة دراسة تكاليف تحلية المياه بمزيد من التفصيل، لا سيما في ظل محدودية الموارد المائية، أكدت الدراسة الحاجة إلى تحسين دقة النماذج المستخدمة في تقييم كفاءة وحدات التحليل الكهربائي.
وتحديد المواقع الأمثل لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية بشكل حصري، اعتمدت الدراسة على منهجية شاملة تجمع بين التحليل الجغرافي الدقيق والتقييمات التقنية والاقتصادية المتعددة السيناريوهات.
وتم التركيز على العوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك جودة الإشعاع الشمسي، التضاريس، البنية التحتية، والمعايير البيئية، كما شمل البحث تقييمًا شاملاً للمواقع المقترحة، مع مراعاة عوامل متعددة مثل صلاحية الموقع لإنشاء المشاريع، وسلسلة القيمة الكاملة التي تشمل الإنتاج والنقل والتصدير.
وبحسب المصدر ذاته، من المتوقع أن يعزز المغرب تنافسيته في هذا القطاع الواعد من خلال زيادة دقة التوقعات وخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر الناتجة بواسطة تحسين معالجة العوامل المذكورة.
وعبر توفير خارطة طريق واضحة لصنّاع القرار والمستثمرين لاختيار أفضل المواقع لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر، بما يساهم في تحقيق التحول نحو اقتصاد مستدام، فإن هذه الدراسة خطوةً أساسية نحو تمكين المغرب من لعب دور ريادي في مجال الطاقة النظيفة تعد خطوةً أساسية نحو تمكين المغرب من لعب دور ريادي في مجال الطاقة النظيفة.
وفي هذا السياق، قال سمير الرشيدي، مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية، في حوار سابق مع المنصة، أن المغرب مؤهل ليصبح منتجًا رئيسيًا للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم في المستقبل القريب، وذلك بقضل ما يمتلكه من مقومات طبيعية وبنية تحتية واعدة.
وأضاف الرشيدي أنه وإلى جانب قربها الجغرافي من أوروبا، حيث لا تتجاوز المسافة البحرية بين المغرب وإسبانيا 14 كيلومترًا، فإن المملكة تتمتع بموارد طبيعية غنية تشمل وفرة في الطاقة الشمسية والريحية، وشريط ساحلي يمتد على 3500 كيلومتر.
وأشار الرشيدي إلى إلى وجود روابط قائمة مع أوروبا، إذ إلى جانب مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي يُتوقع اتخاذ القرار النهائي بشأن استثماره بحلول عام 2025، هناك خطوط كهربائية وأنبوب غاز، إلى جانب خطوط كهربائية قيد الإنشاء