وزان : محمد حمضي
ينطلق الموسم الدراسي الجديد في سياق اقتصادي واجتماعي صعب، كما أنه ينطلق ولازالت رنات أجراس شعار المشاورات الوطنية ” جميعا من أجل تجويد المدرسة”. الحوار العمومي الذي عاشته المدرسة المغربية، وكما قال وزير التربية الوطنية ” أسلوب شفاف وفعال في العمل الجماعي، وفي البناء المشترك والمتواصل للإصلاح “.
المشاورات الوطنية وكما عكست ذلك التغطيات الإعلامية التي تابعت جلساتها بمختلف ربوع الوطن ، تمخضت عنها رزنامة من التوصيات والمخرجات التي من دون الشروع في تفعيلها من طرف مختلف المتدخلين ، فإن ذلك سيكون مضيعة للوقت ، وإهدارا للمال العام ، وستظل المدرسة العمومية بالدرجة الأولى بعيدة عن خط الوصول لمحطة “التعليم الناجع” الذي سبق وتحدث عنه الملك محمد السادس في بداية اعتلاء العرش .
الشق الاجتماعي يشكل ركنا أساسيا في ورش جودة المدرسة العمومية التي يرتادها أبناء الأسر المغربية المحدودة الدخل ، وتلك التي قست عليها الهشاشة بكل مستوياتها . لذلك التعجيل بتنزيل هذا الشق يشكل أولوية الأولويات بمناسبة الدخول المدرسي الحالي ، خصوصا وأن هذا الأخير يجري في سياق عنوانه البارز الارتفاع الصاروخي للأسعار .
النقل المدرسي من بين مجالات الشق الاجتماعي التي استرعت اهتمام المشاركات والمشاركين في جلسات المشاورات الوطنية من أجل جودة المدرسة ، يعتبر توفيره بشروط حافظة لكرامة المتعلمات والمتعلمين ،من أهم مداخل تجسيد شعار الدخول المدرسي الحالي ، غير ذلك لن تخرج النتيجة عن دائرة من ينفخ في ” شكوة مثقوبة” ، ودائرة التلاميذ ضحايا الهذر المدرسي ستتوسع ، والفاتورة الثقيلة ستؤديها الفتيات المتعلمات بالعالم القروي .
لذلك على مختلف الجهات المتدخلة أن تستحضر ، والموسم الدراسي ينطلق ، روح الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير ، وجلالته يتناول بإشارات قوية الانتصار للمرأة المغربية في مختلف الحقول . النقل المدرسي بإقليم وزان عرف العديد من التجاذبات السياسية قبل الاستحقاقات الانتخابية التي عرفتها بلادنا سنة قبل اليوم . ولتنظيمه وضبطه وتجويده، ومحاصرة معضلة الهذر المدرسي بالعالم القروي، وتقعيد مبدأ تكافؤ الفرص كما هم منصوص عليه بدستور المملكة –هذا ما ردده أكثر من طرف أنداك- تم الاهتداء إلى تأسيس شركة للتنمية تحت اسم ” شركة التنمية الإقليمية للنقل المدرسي”. وانطلقت سفينة هذا المشروع على إيقاع تحويل ألم أسر متعلمات ومتعلمي الجماعات الترابية بالعالم القروي لإقليم وزان إلى أمل.
مبادرة استحسنتها ساكنة العالم القروي التي عانت خلال المواسم الدراسية السابقة …. شهورا معدودة بعد مأسسة قطاع النقل المدرسي الذي كان يعرف قبل إحداث شركة التنمية تسيبا في تدبيره المالي والإداري والاسفادة من خدماته ، وغياب معايير علمية في توزيع أسطوله على الجماعات الترابية ، (شهورا…) سيقفز ملف تدبير هذا القطاع للواجهة ، حيث ستتعمق مشاكله ، و سيخرج المتعلمات والمتعلمين بمعية أفراد أسرهم في وقفات احتجاجية ، مطالبين بتوفير نقل مدرسي يتوفر على الحد الأدنى من شروط السلامة ، والرفع من أعداده ، واحترام العدالة المجالية في توزيعه ، وحل معضلة الأزمة المالية التي سقط في قاعها ، ومراجعة واجب الانخراط أخدا بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية والاقتصادية المقلقة التي تجتازها بلادنا …
الشركة وبدل أن تستحضر الظرفية الدقيقة التي تعيشها البلاد ، يقول مصدر قريب من ” الخابيا” لم تجد من خيار لمواجهة الأزمة المالية التي لا تفاصيل متداولة بشكل رسمي حول سبب وقوعها ، إلا الرفع من واجب الانخراط ، وإجراءات أخرى ، وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف الأسر المتضررة ، وأشعل فتيل الاحتجاجات (جماعة قلعة بوقرة يوم 12 شتنبر).
نقف هنا آملين أن يلتقط كل المتدخلين الأصوات التي ارتفعت هنا وهناك من أجل ايجاد مخرج لفائدة تلميذات وتلاميذ العالم القروي وليس على حسابهم/ن .
مخرج يصنف الاستفادة من خدمة النقل المدرسي كحق من الحقوق التي تضمن تحقيق التعليم الناجع، وجودة المدرسة بعيدا عن التمييز بكل أشكاله الذي يحظره دستور المملكة.