اعتبر الكاتب والصحافي، طالع سعود الأطلسي، أن الرئاسة الجزائرية، بكل أذرعها السياسية والديبلوماسية والإعلامية، حملت القمة العربية المرتقبة في الجزائر أكثر من قدرتها من أجل اكتساب “زعامة إعلامية عابرة، عربية وداخلية”.
وكتب سعود الأطلسي في مقال بعنوان “+قمة+ العبث بالتضامن العربي … في الجزائر”، أنه “كان واضحا لكل متابع سياسي، دقيق منصف وموضوعي، أن رئاسة الجزائر، حملت القمة العربية، أثقل من قدرتها على تحمله… لاكتساب +زعامة+ إعلامية عابرة، عربية وحتى داخلية”.
وأضاف، في السياق ذاته، أن مضيف قمة الجامعة العربية، التي يعتبرها “منطلق واقع عربي آخر، لتوحيد الصف العربي، ورفع كل التحديات التي تواجهها الأمة العربية”، يفترض فيه أن يتوفر على رصيد أفعال في ذلك المسعى، وليس مجرد شعارات للاستهلاك، معتبرا أن هذا المضيف، تعتريه “نواقض” تمس مصداقيته في ولوج مسار التضامن العربي وتوحيد الصف والفعل العربيين.
وأبرز الكاتب أنه “في المحيط الإقليمي المغاربي، جنرالات الحكم في الجزائر هم الفاعل +النشيط+ في تعطيل الآمال والمساعي الوحدوية المغاربية … وبالتالي يعطلون رافعة هامة من روافع الآمال الوحدوية العربية… تلك الآمال التي يزعمون قدرتهم في قمة الجزائر، على إنعاشها”، متوقفا بالخصوص عند حماس رئاسة الجزائر للقطع الكلي والشامل لعلاقاتها مع المغرب، رغم نداءات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتكررة والمتجددة للحوار مع الرئاسة الجزائرية، والتفاهم والتعاون معها.
وتابع الكاتب الصحافي أن “الوفد المغربي، المفترض أن يشارك في القمة… إذا ما تقرر عقدها… وإذا ما قرر المغرب المشاركة فيها… ذلك الوفد، سيكون عليه أن يستأجر طائرة أجنبية ليدخل إلى الجزائر من الأجواء المغربية، كأن الطائرة المغربية، معادية للجزائر أو كأن الوفد المغربي أجنبي، مغربا وعربيا… أليس هذا عبث +صراح+ ونفي +فصيح+ لكل مزاعم جنرالات الحكم في الجزائر، حول حرصهم على التضامن والتعاون البين عربي”.
وسلط الكاتب الضوء على “توريط (الرئاسة الجزائرية) للرئيس التونسي، قيس سعيد، في استفزاز المغرب، باستقباله الرسمي لرئيس المنظمة الانفصالية، البوليساريو، في مقايضة، جزائرية له بمساعدات عينية ونقدية مقابل ذلك الاستفزاز… وعلى أمل أن يتصاعد التوتر بين تونس والمغرب إلى مستوى القطيعة، ليتسع ويتعدد التمزق في النسيج السياسي للدول المغاربية”.
وعلاقة بالأزمة الليبية، أكد الكاتب أن إسناد حكام الجزائر الكامل لحكومة طرابلس، وبإعلان رسمي من الرئيس الجزائري، “قلص مساحات التوافق بين الفرقاء… وساهم في التشجيع على التقاتل الذي شهدته طرابلس في الأيام الأخيرة”، مسجلا أن الرئاسة الجزائرية “…تعصف بمصلحة الشعب الليبي، وتفاضل بين أطرافه، وتحرض ضد اتفاق الصخيرات، منتوج التوافق الوطني الليبي، والذي سيبقى هو المدخل الأمثل لحل الأزمة بالتراضي وبالتفاهم وبدون غالب ولا مغلوب.”
وفي ذات السياق، سجل الكاتب أن المغرب سعى إلى مساعدة الأشقاء على الإنتاج الذاتي لتوافقاتهم وبإرادتهم، بينما يفعل حكام الجزائر كل ما يستطيعون لتأبيد الأزمة الليبية وحتى لتعميقها، متسائلا “أليس هذا عبث بمصير الشعب الليبي… وعبث بوحدته وبتضامن أطرافه…أوليس هذا إسهام، من مضيف القمة، في تأزيم أوضاع هذا المغرب الكبير؟”.
وخلص طالع سعود الأطلسي إلى القول إنه “ليس مهما الآن، أن نتابع السؤال حول احتمالات عقد القمة، أو تأجيلها…لقد أفرغها مضيفها، بطبيعته وسياساته، من احتمال نجاحها في “حلحلة” الوضع العربي، أو إنتاج قرارات سياسية تميزها عن قمم كثيرة… إذا ما انعقدت…”