أكدت رئيسة جمعية جهات المغرب، السيدة مباركة بوعيدة ، أن المغرب اختار طريقا واضحا للتعاون مع البلدان الإفريقية ، يعزز انتماءه الإفريقي .
وقالت السيدة بوعيدة في حديث صحفي على هامش أشغال الدورة التاسعة لقمة « أفريسيتي » التي اختتمت أمس السبت بكيسومو ، » نحن ندعو إلى هذا التعاون الذي يمكننا من تعزيز ثقافة انتمائنا لإفريقيا « .
وأبرزت « أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لا يتوانى في كافة خطبه ، في التأكيد على التعاون جنوب – جنوب ، والأهمية التي نوليها لأشقائنا الأفارقة ، مضيفة أن المملكة كانت دائما حاضرة كرائد على المستوى القاري على العديد من الأصعدة » .
وأوضحت رئيسة جهة كلميم واد نون ، أن الأمر يتعلق بالخصوص ، بجوانب متعلقة بالتنمية والإصلاحات التي يتم القيام بها ، والتي أضحت اليوم معترفا بها كنماذج بالنسبة للبلدان الإفريقية .
وفي معرض حديثها عن الحضور القوي للمغرب في قمة » أفريسيتي 9 » ، أشارت السيدة بوعيدة إلى أن المملكة كانت احتضنت الدورة الثامنة لقمة » أفريسيتي » في 2018 ، مما جعلها تكون بلدا شريكا في تنظيم الدورة الحالية .
وسجلت أن المغرب ساعد كثيرا في انجاح هذا الحدث ، مما يفسر أهمية الوفد المغربي وكذا الاهتمام الذي حظي به الجناح المغربي.
وأضافت أنه من خلال هذا الحضور ، يسعى المغرب أيضا ، إلى إرساء علاقات بين الجهات ، والبلديات والجماعات المحلية المغربية ونظيراتها بباقي الدول الإفريقية ، مشيرة إلى أنه خلال القمة أبدت الجماعات الترابية الإفريقية اهتماما كبيرا للتقارب مع نظيراتها المغربية .
وبخصوص أهم المنجزات والتجارب التي يمكن للمغرب تقاسمها مع البلدان الشقيقة ، أوضحت السيدة بوعيدة أن المملكة حريصة على تقاسم تجاربها ، كما هو الشأن بالنسبة للجهوية المتقدمة .
وفي المجال البيئي ، تضيف المتحدثة ، يتموقع المغرب كبلد نموذجي على المستوى القاري ، لافتة إلى الانتقال الطموح إلى الطاقات المتجددة ، والرغبة في تحقيق حصة من الطاقة المتجددة بنسبة 64 في المائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030 ، وكذا الانخراط في مجال انبعاثات الكربون .
وشددت على أن » المغرب لم يكن على الدوام بلدا سلبيا ، بل كان دائما بلدا مبادرا » ، منوهة في هذا الصدد ، بتجربة المدينة الخضراء ببنجرير التي تم عرضها خلال أشغال القمة .
وعلى المستوى الاقتصادي ، قالت السيدة بوعيدة إن المغرب بذل جهودا كبيرة في مجال تمويل روح المقاولة ، والتي لم تعد تشكل مشكلا ، بفضل على الخصوص ، الترتيبات المالية التي تسهل توفير الأموال .
وأكدت أنه يتعين وضع الآليات التي تشجع تبادل التجارب والخبرات بشكل جماعي ، مستدلة في هذا الصدد ، بالصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية .
وقالت » يمكننا أيضا ابتكار آليات أخرى بشراكة مع أشقائنا الأفارقة ، من قبيل شبكة للجهات الإفريقية تقوم بضمان النهوض بالجهوية المتقدمة ، وتشكل أرضية جيدة للتبادل والتفكير حول مشاريع مشتركة » .
واقترحت » امكانية أيضا إحداث شبكة للمدن الخضراء الإفريقية ، واتخاذ مدن معينة كنموذج يحتذى على غرار بنجرير » ، مضيفة أن من شأن إحداث بنوك مشاريع مشتركة في جميع الدول الإفريقية أن يعزز التعاون الاقتصادي بين الجماعات الإفريقية .
وأوضحت أن أهمية الأحداث الكبرى من قبيل قمة » أفريسيتي « ، تكمن في خلق روابط وتشجيع التبادل والبناء على المكتسبات ، مؤكدة على ضرورة تحديد المصلحة المشتركة والبناء عليها وفق آلية عملية يستفيد منها للجميع .