أصدرت الحكومة الإسبانية قبل أيام، إتفاقية للتعاون الأمني بين الرباط و مدريد، تهم التعاون في الشؤون الأمنية، ومكافحة الجريمة ولاسيما الإرهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية.
و قامت الحكومة الإسبانية بنشر الإتفاقية، في جريدتها الرسمية في السابع من ابريل الجاري، بعد المصادقة على تفعيلها، و يتعلق الأمر بإتفاقية تم توقيعها من قبل وزيرا داخلية البلدين في 13 فبراير 2019، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 30 أبريل 2022.
و تعد هذه الإتفاقية خطوة مهمة بين المملكتين لتحقيق النجاعة الأمنية، و مكافحة مختلف الجرائم خصوصا المتعلقة منها بقضايا الإرهاب، و الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
و تتعلق بنود هذه الإتفاقية بقضايا الإرهاب، بما في ذلك التعاون والتمويل، و تهم أيضا الجرائم التي تمس حياة الأشخاص وسلامتهم الجسدية، كالاحتجاز والاختطاف غير القانونيين، و الجرائم الواقعة على الممتلكات، و تضم بنود هذه الإتفاقية مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية، إضافة إلى محاربة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والاستغلال الجنسي للقاصرين وإنتاج أو توزيع أو حيازة مواد ذات محتوى إباحي بمشاركة قاصرين، كما تتضمن محاربة الابتزاز، و السرقة والاتجار غير المشروع في الأسلحة والذخائر والمتفجرات والمواد المشعة، والمواد البيولوجية والنووية والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج وغيرها من المواد الخطرة.
هذا ولم تغب جرائم الأمول عن هذه الإتفاقية المهمة، إذ تضمنت بنودا تتعلق بمكافحة غسيل الأموال والمعاملات المالية غير المشروعة، و الجرائم في المجال الاقتصادي والمالي، و تزوير العملة، و الوثائق وتعديل وسائل الدفع والملكية وتوزيعها واستعمالها.
أما من الناحية الثقافية فقد نصت الإتفاقية على التصدي للجرائم ضد الأشياء ذات الطابع الثقافي، و القيمة التاريخية، وكذلك السرقة والاتجار غير المشروع بالأعمال الفنية والأشياء القديمة.
كما تتعلق هذه الإتفاقية بالجرائم ضد الموارد الطبيعية والبيئة و الجرائم الإلكترونية.
و وفقا لمصادر متطابقة، فقد شرعت السلطات الإسبانية منذ أيام في إعداد ملفات للمتابعة القضائية في حق عدد من المشتبه في إرتكابهم جرائم تقع تحت طائلة بنود هذه الإتفاقية الأمنية، مما يعد انتصارا كبيرا للقوة الأمنية المغربية، و تسليما بمجهوداتها الدولية و الإقليمية لمكافحة مختلف انواع الجرائم، خصوصا منها قضايا الإرهاب و التطرف العنيف، و مافيات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.