وزان: مراسلة خاصة
باقات من الورود وعبارات التهاني أغرقت مؤسسات عمومية تتصدرها المؤسسات التعليمية بإقليم وزان ، احتفاء بالمرأة في يومها العالمي. تعددت أشكال التعبير تخليدا لهذا اليوم الحقوقي بامتياز ، لكن من اعتمد هذه الاشكال التعبيرية سقط من حيث لا يدري في مشروع تسليع هذا الحدث التاريخي ، والسعي نحو إفراغه من مضمونه الحقوقي ! التسليع المشار إليه أنسى الكثير من الجهات ، بأن إقليم وزان وفي عز الجائحة ، تضاعف العنف على نسائه، وكان للفتاة القاصر نصيبها من هذا العنف بسبب النوع ، وصل إلى حد اختطاف تلميذة بجماعة تروال ، ليلة استعدادها للمشاركة في امتحانات الباكالوريا !
تابعت الجريدة الحدث المؤلم بكل تفاصيله، وسلطت عليه إطارات حقوقية فيضا من التفاصيل إلى أن تم ” الافراج ” عن القاصر من قبضة المختطفين الذين لم يكشف عن هويتهم إلى يومنا هذا ! تحدث في الموضوع وعنه أكثر من مصدر، مشددة( المصادر) بأن حلقة ما مفقودة في هذه العملية الغريبة الأطوار، الملتبسة الإخراج ….! وإلا كيف نفسر أن تتم عملية اختطاف التلميذة القاصر من قلب مركز جماعة تروال يوم 3 يوليوز 2020 في واضحة النهار ، ويتحرك درك المنطقة في البحث ، مدعوما بسكان المركز ، ولا يعثر للفعل الاجرامي على أثر ، وبعد ثلاثين ساعة يقول تقرير حقوقي تظهر الضحية بنفس المركز في وضعية متقدمة من العنف المادي والنفسي الذي كانت ضحية له !
تسعة أشهر وخمسة أيام هي الفترة الزمنية التي تفصل تخليد اليوم العالمي لحقوق المرأة ، عن فعل الاختطاف الذي تعرضت له القاصر، التي كشفت بعد صحوتها الكثير من تفاصيله ، ولم تضع بعد المصالح الأمنية يدها على الجناة ، الذين أرعبوا المنطقة في عز مواجهة بلادنا لأخطر جائحة وبائية ؟ لبس وغموض كبيرين يلفان التطورات التي عرفها هذا الملف، الأمر الذي جعل الكثير من متتبعي تفاصيله المحيرة ، يطرحون جملة من الأسئلة لعل أهمها : هل تم ابرام “تسوية” ما وراء الستار انتهت بطمس معالم الجريمة باللعب على عامل الزمن ؟ أم لا زالت المصالح الأمنية تنجز عملها في كامل السرية ؟ وفي انتظار أن تتحرك من جديد الاطارات الحقوقية ، والجمعيات النسائية ، والجمعيات التي تشتغل في حقل الطفولة بإقليم وزان ، فتنفض الغبار عن هذا الملف “الشاد” في كل تفاصيله .
نذكر بأن أسرة الضحية سبق واستُقبلت يوم 27 يوليوز الأخير بالنيابة العامة لمحكمة الاستئناف بتطوان ، وذلك بناء على طلب من السيد الوكيل العام بها .