عند نهاية كل سنة، دأبت المنابر الإعلامية والمؤسسات الصحفية على انتقاء أهم الشخصيات التي بصمت السنة في مجالات مختلفة (سياسية، اجتماعية، اقتصادية أو فنية… إلخ) وذلك اعتبارا لأدائها المتميز في مجالات اشتغالها.
اختيار شخصية السنة هو تقليد سنوي، دلالته أكبر من أن تكون مجرد لقب، فهي مناسبة تقوم فيها المنابر الإعلامية باستحضار الدور الريادي للشخصية التي وقع عليها الاختيار، والتطرق إلى منجزاتها التي بصمت الساحة الوطنية في مجال اشتغالها، نظرا لعملها الجاد وتضحياتها الجسام وأدائها المسؤول.
وفي هذا الصدد، وقع اختيار موقع Edito24، هذه السنة، على السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
لماذا عبد اللطيف حموشي شخصية السنة لعام 2020؟
إن اختيارنا للسيد لعبد اللطيف حموشي شخصية السنة لعام 2020، يأتي في سياق خاص واستثنائي.
فبعيدا عن ما هو مشهود للحموشي كمسؤول أمني، من كفاءة عالية ومهنية فذة، فإن اختياره كشخصية السنة لهذا العام جاء في سياق وطني ودولي خاص، طبعته جائحة فيروس كورونا وما فرضته من تحديات، كان في مواجهتها جنود الصف الأول وعلى رأسهم المؤسسة الأمنية التي اضطلعت بدور ريادي متميز في حماية أمن وصحة المغاربة.
على عهد عبد اللطيف حموشي.. المغرب حصن منيع وشريك دولي مشهود به في مكافحة الإرهاب
مكافحة تناسل الخلايا الإرهابية يقتضي بالضرورة إرساء إستراتيجية قوية ومحددة الأهداف سواء على المدى القريب، المتوسط أو حتى البعيد. لذلك، شكلت تفجيرات 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء الشرارة الأولى لانطلاق ورش تحصين المغرب من مخالب الإرهاب والجهاد باسم الدين.
وعلى امتداد السنوات ووصولا إلى سنة 2020، شرع السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، في تنزيل إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، والتي ستصبح فيما بعد إستراتيجية دولية، انطلقت من تحصين المملكة ضد المد الإرهابي إلى غاية وضع تجربته الناجعة رهن إشارة كبريات الدول لمساعدتها على وقف تناسل الخلايا الإرهابية.
وكمثيلاتها من السنوات التي خلت، كانت سنة 2020 محطة حاسمة في تاريخ تصدي المغرب لظاهرة الإرهاب، بحيث تمكن رجال حموشي من تفكيك خلايا إرهابية بعدد من المدن، كانت أبرزها خلية تمارة المفككة مؤخرا.
وفي هذا الصدد، أشرف السيد عبد اللطيف حموشي شخصيا على عملية تفكيك خلية إرهابية بتمارة، في العاشر من شهر شتنبر المنصرم، والتي كان يقودها بائع السمك الملقب ب “الهيش مول التريبورتور”.
حلول حموشي بعين المكان وقت تفكيك الخلية المذكورة، كان ينذر بأن تمت خطورة في الموضوع، وأن المملكة كانت على موعد مع متطرف خطير. فالحس الإستباقي الذي أبان عنه جهاز “الديستي” في شخص المدير العام، ظهرت دوافعه بالملموس عندما أجهز الإرهابي “الهيش مول التريبورتور” على موظف داخل سجن تيفلت 2 حيث تم إيداعه، قبل أن يختم جرائمه بالانتحار جوعا داخل زنزانته.
مكانة المغرب ضمن نادي قاهري الخلايا الإرهابية في العالم لم يأتي من فراغ، بل هو نتاج سنوات من العمل المتواصل لجهاز المخابرات المغربية بقيادة السيد عبد اللطيف حموشي، جعلت سفير أقوى قوة اقتصادية في العالم، دافيد فيتشر، يهرع إلى الاستنجاد بتجربة المغرب في هذا المجال.
المؤسسة الأمنية في زمن كورونا.. حماية صحة المغاربة أولا !
لا يختلف اثنان على أن المؤسسة الأمنية بقيادة السيد عبد اللطيف حموشي، كان لها دور ريادي وأساسي في مواجهة جائحة كورونا وحماية صحة المغاربة.
وفي هذا الصدد، اعتمدت المديرية العامة حزمة من الإجراءات العملية تتلاءم مع سياق الجائحة وتحدياتها على مستوى الأمن العام، عبر تنصيب المئات من السدود القضائية على امتداد التراب الوطني مدعومة بآلاف من النقط الثابتة والمتحركة لمراقبة التنقلات الاستثنائية وتسهيل حركية البضائع والمواد الأساسية كان يعمل ضمنها أزيد من 15.600 موظفا للشرطة تمت تعبئتهم للعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، كما تم إسناد هذه الوحدات بحوالي 3 آلاف دورية محمولة لشرطة النجدة تضم في حصيصها البشري أزيد من 11.300 موظفة وموظفا للأمن.
وفي ما يخص بمخالفة المقتضيات الاستثنائية لمنع تفشي وباء كوفيد-19، وضع عبد اللطيف حموشي استراتيجية أمنية لردع كافة أشكال الأفعال الإجرامية التي من شأنها إلحاق الضرر بصحة المواطنين المغاربة، حيث أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن توقيف مئات الآلاف من الأشخاص، وحجز كميات مهمة من الكمامات الطبية المزيفة أو غير المطابقة لمعايير السلامة والوقاية، بالإضافة إلى المواد المعقمة المصنوعة من مستحضرات كيميائية مشبوهة ومضرة بالصحة العامة.
وعلى مستوى محاربة الأخبار الزائفة المتعلقة بجائحة كورونا وحالة الطوارئ الصحية، اضطلع الإعلام الأمني بدور كبير في هذا الصدد، إذ تم إحداث آلية لليقظة المعلوماتية لمكافحة نشر وترويج الأخبار الزائفة التي تمس بالإحساس بالأمن وبمرتكزات النظام العام، وذلك عبر إصدار بلاغات صحفية، وإعداد روبورتاجات ومواد إعلامية تعريفية بمجهودات مصالح الأمن الوطني في حماية المواطنين من تفشي وباء كوفيد-19، ونشر بيانات حقيقة حول مكافحة الجرائم المستجدة التي رافقت هذه الجائحة.
عبد اللطيف حموشي.. من الحكامة الأمنية إلى رجل المساعدات الإنسانية
يولي المدير العام للأمن الوطني، و المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، عناية خاصة لكافة العناصر والأطر الأمنية التي تشتغل تحت إمرته، حيث اتخد العديد من التدابير الإجتماعية لمساعدة الموظفين لمواجهة الظروف الاستثنائية المرافقة لحالة الطوارئ الصحية، التي عرفها المغرب خلال جائحة كورونا.
وبفضل حسه الإنساني، أصدر السيد عبد اللطيف حموشي، أوامره للمصالح الاجتماعية من أجل إعداد برنامج “إجتماعي” لفائدة الموظفين، حيث تم صرف العديد من المساعدات المالية لفائدة الأرامل ، كما تم التكفل بالعديد من الموظفين الذين يعانون من أمراض صحية خطيرة أو مشاكل اجتماعية، بالإضافة إلى تعميم منح مالية استثنائية على مجموع موظفي الأمن الوطني، الذين يناهز عددهم أكثر من 74 ألف، وذلك في إطار تحفيزهم على بدل المزيد من الجهود لخدمة المنفعة العامة للوطن.
بالأرقام.. حموشي قاهر الجريمة على امتداد التراب الوطني
ساهمت السياسة الأمنية التي يعمل عليها السيد عبد اللطيف حموشي، في استباب الأمن في العديد من مناطق المملكة وخفضت من معدلات الجريمة بشكل ملحوظ خلال سنة 2020.
ففي مجال مكافحة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن، عمل المدير العام للأمن الوطني على وضع استراتيجية أمنية ناجعة من اجل خفض معدل الجريمة، حيث تم تسجيل تراجع كبير في القضايا الماسة بالأشخاص والممتلكات والقضايا المالية والاقتصادية.
أما بخصوص مكافحة شبكات الإجرام العنيف، فقد تم تسجيل تراجع لنشاط هذه الشبكات المتخصصة في المخدرات القوية المضبوطة، كون التدابير الاحترازية وما واكبها من تحولات مفصلية في الجغرافية الدولية للمخدرات، وتحييد لمسارات التهريب الاعتيادية من بين العوامل التي استغلها السيد عبد اللطيف حموشي بشكل ناجع من أجل تحقيق أرقام مشرفة للمؤسسات الأمنية.
صرامة السيد عبد اللطيف حموشي مكنت مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني خلال فترة الحجر الصحي، من استهداف مسارات التهريب الجديدة التي حاولت الشبكات الإجرامية فتحها بالشواطئ الأطلسية الداخلية أو الجنوبية للمملكة، أو عبر المحور الطرقي الرابط بين شمال المملكة وجنوبها، مستغلة في ذلك التراخيص الممنوحة لحركية عربات نقل البضائع والمواد الأساسية.
ولهذا وضمانا للنجاعة والجاهزية المطلوبة في مجال مكافحة الأنماط الإجرامية المستجدة، فقد عمل السيد عبد اللطيف حموشي على إحداث العديد من الفرق الأمنية لمكافحة العصابات بالمدن الكبرى، حيث تم تجهيزها بالموارد البشرية واللوجيستيكية الضرورية.
فضلا عن كل هذا، فقد أصدر حموشي أوامره من أجل إنشاء مختبرات جهوية لتحليل الآثار الرقمية،بالإضافة إلى دعم المصالح الجهوية للشرطة العلمية والتقنية من خلال إنشاء العديد من المصالح للتشخيص القضائي على امتداد التراب الوطني.