وزان: محمد حمضي
بعيدا عن التعاطي السياسوي عند تناول الكثير من الاختلالات ذات الصلة بتدبير الشأن المحلي لحاضرة وزان ، لأن ذلك لن يساهم إلا في طمس كل فجوات الأمل -على ضيقها- التي منها يسرق نظرات على الغد الواعد لدار الضمانة ، كل من ينتصر للسياسة باعتبارها فعلا نبيلا ، وليست مجالا للفساد ، وتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين باستعمال أبشع الأسلحة وأحقرها . أوراش كثيرة تم فتحها في هذه السنة بدار الضمانة ، وهذه حقيقة لا يختلف حولها اثنان . ويقف وراء هذه الأوراش التي لا تستجيب لجبل انتظارات الساكنة ، لأن المدينة ولعقود ، كانت ضحية اقصاء ممنهج من مستويات عدة ، (يقف) كل من ، المجلس الجماعي ، والمجلس الإقليمي ، ومجلس الجهة ، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية …..
من بين الأوراش التي انفرد مجلس الجماعة بتنزيلها خلال هذه السنة ، مشروع تأهيل حزمة من الشوارع والأزقة التي طال بنيتها التدهور ، وهذا عمل يحسب للمجلس بكل مكوناته . لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، والذي لم تطرحه في حينه المعارضة على فريق التسيير الذي يدير شأن الجماعة منذ أزيد من خمس سنوات ، يتعلق بالمعايير التي تم اعتمادها عند تصنيف الشوارع المتهالكة ، وتحديد أولوية تأهيل هذا الشارع دون الآخر .
شارع بئر انزارن من الشرايين الحيوية بالمدينة ، يعرف انسيابا ضخما للشاحنات طيلة اليوم ، لاحتضانه متاجر البيع بالجملة ، وممرا لأزيد من 3000 تلميذ(ة) ، وجسرا لربط وسط المدينة وأحيائها العليا بحي العدير ، حيث الحديقة العمومية التي تحج إليها النساء وأطفالهن بحثا عن فضاء لتزجية الوقت .
هذا الشارع الذي يحقن أموالا ضخمة في شرايين المدينة ، وتشغل متاجره العشرات من اليد العاملة – بدون أدنى احترام لقانون الشغل طبعا – حالة رصيفه الممتد من باب ثانوية ابن زهر إلى حين اطلالته على ساحة الاستقلال لا مثيل لها من حيث الاهمال ، و الاتلاف ، والتدهور ، مقارنة بباقي الشوارع ، بل مقارنة حتى بالشوارع التي حظيت بالتأهيل ، وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف تجاره وساكنته ومستعمليه ، وفتح ذلك الباب لطرح الكثير من الاستفهامات المشروعة لعل أبرزها ، لماذا أقصى الفريق المسير لشؤون الجماعة تأهيل الشارع المذكور من برنامج أوراشه المفتوحة ؟ ولماذا لم يسجل في حينه أي ترافع للمعارضة في الموضوع ؟ عدم تأهيل شارع بئر انزارن نقطة سوداء في سجل التحالف الحزبي الموجود على رأس مجلس جماعة دار الضمانة ، فهل من التقاط لصوت الناخب(ة) قبل فوات الأوان ؟