اعتبر الخبير الاقتصادي فتح الله السجلماسي أن الخطاب الملكي السامي، الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول أمس الجمعة خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية العاشرة، حدد التوجهات الاستراتيجية العامة لتحقيق الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي.
وقال السجلماسي، في تصريح صحفي، إن “الخطاب الملكي دق جرس التعبئة العامة من أجل الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي، في ظل الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس (كوفيد 19)، وحدد السقف الاستراتيجي في ثلاث دعامات رئيسية تشمل إنعاش الاقتصاد وتعميم الحماية الاجتماعية، والحكامة”.
وذهب إلى أن رؤية صاحب الجلالة وقيادته الرشيدة لجهود إنعاش الاقتصاد في السياق الحالي، تشكلان، في حد ذاتهما، دعوة صريحة للتعبئة من أجل ردود فعل استباقية، ليس فقط للتعافي الجماعي من تأثيرات الأزمة، لكن أيضا لتحويلها إلى فرصة جديدة لبلوغ النمو وتحقيق التقدم.
واعتبر أن “صندوق محمد السادس للاستثمار” يعد أداة فضلى لمواكبة مجموع التدابير المتخذة من قبل الحكومة، مع التزام الجميع من أجل الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي، خاصة وأن استعادة وتيرة النمو لا يمكن أن تتم إلا بتحقيق التوازن بين الشغل والإكراهات الاجتماعية.
وأشار، في السياق ذاته، إلى أن إحداث هذا الصندوق سيمكن من تدعيم المبادرات التي سيتم إطلاقها عبر كل قطاع، لاسيما القطاعات الاستراتيجية، وفي مقدمتها الصناعة والفلاحة والبحث العلمي والسياحة.
وشدد هذا الخبير الاقتصادي على أنه يتعين على كل الفاعلين الانخراط في هذه التوجهات، مبرزا أن الأزمة ستتحول إلى عامل لتسريع وتيرة العمل على صياغة نموذج جديد للتنمية، بشكل يمكن على المدى القريب من الاستجابة لمتطلبات إنعاش الاقتصاد بعد هذه المرحلة العصيبة، ثم على المدى البعيد بلورة رؤية تستند إلى التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال نموذج اقتصادي واجتماعي مبتكر، كفيل بأن يعزز قدرة المملكة على أن تكون فاعلا دوليا وإقليميا في السلاسل الدولية